نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 573
استيجاب فيه ، لعدم التّكليف الشّرعيّ عليه ، حتّى تكون له المثوبة بالطَّاعة أو العقوبة بالعصيان . وأمّا قوله عليه السّلام : « اليمين والشمال مضلَّة » : أي محلّ الإضلال والضّلال ، « ففي كلّ شيء هما متصوّران من العقائد ، والعبادات ، والأخلاقيّات ، والمعاملات ، والسّياسات ، والعادات المتداولة بين النّاس ، وفي الأحكام العقليّة ، وغيرها ممّا يتصوّر فيه الإفراط والتّفريط ، والحدّ الوسط الَّذي هو خير الأمور ، كما جاء في النّبويّ : « خير الأمور أوساطها » . [1] وقد كتبت كتب حول هذه الأنواع لبيان المحبوب منها والمبغوض ، ولم تنزل الكتب السّماويّة ، ولا أرسلت الرّسل بها إلى النّاس ، إلَّا وقد جاءت بالبيان الكافي ، ناهية عمّا فيه أيّة مفسدة ، وآمرة بما فيه المصلحة على ما سلكه أهل العدل ، وفي مقدّمتهم الإماميّة الإثنا عشريّة . فتجد الإمام عليه السّلام طبقا للكتاب الكريم والسّنّة الشّريفة يعبّر عمّا هو المطلوب والمرضيّ عند الله عزّ وجلّ بالجادّة الوسطى ، وعمّا هو المبغوض عند الله تعالى باليمين والشّمال اللَّذين هما موضع الضّلال والإضلال وإلى ما لهما من آثار سيّئة في الدّارين . وطبّق جمع اليمين والشّمال على دولتي الشّرق والغرب ، والوسط الوسطى ، والعقل قاض بالتّطبيق بعد المعرفة الكافية بالشّرائع السّماويّة
[1] المروج : 2 / 295 . الأمثال النّبويّة : 1 / 393 ، رقم المثل : 249 ، حرف الخاء مع الياء .
573
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 573