نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 462
قال الشّارح : اعلم أنّ كلام أمير المؤمنين عليه السّلام في هذا الفصل يشتمل على مباحث : منها : أنّ ظاهر لفظه أنّ الفضاء الَّذي هو الفراغ الَّذي يحصل فيه الأجسام خلقه الله تعالى ، ولم يكن من قبل وهذا يقتضي كون الفضاء شيئا لأنّ المخلوق لا يكون عدما محضا . ومنها : أن البارئ - سبحانه - خلق في الفضاء الَّذي أوجده ماء جعله على متن الرّيح ، فاستقلّ عليها وثبت وصارت مكانا له ، ثمّ خلق فوق ذلك الماء ريحا أخرى ، سلَّطها عليه فموّجته تمويجا شديدا حتّى ارتفع ، فخلق منه السّماوات . وهذا أيضا قد قاله قوم من الحكماء ، ومن جملتهم تاليس الإسكندرانيّ ، وزعم أنّ الماء أصل كلّ العناصر لأنّه إذا انجمد صار أرضا ، وإذا لطف صار هواء ، والهواء يستحيل نارا لأنّ النّار صفوة الهواء . ويقال : إنّ في التّوراة في أوّل السّفر الأوّل كلاما يناسب هذا وهو أنّ الله تعالى خلق جوهرا ، فنظر إليه نظر الهيبة ، فذابت أجزاؤه ، فصارت ماء ، ثمّ ارتفع من ذلك الماء بخار كالدّخان ، فخلق منه السّموات وظهر على وجه ذلك الماء زبد فخلق منه الأرض ، ثمّ أرساها بالجبال . [1] الأجواء جمع الجوّ : وهو الفضاء العالي بين السّماء والأرض . والأرجاء : الجوانب ، واحدها رجا مثل عصا . والسّكائك جمع سكاكة :