نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 46
وقال : فإذا نظرت إلى كتب الحديث والسّير لم تجد أحدا ، من خلق اللَّه ، عدوّا ولا صديقا روى عنه شيئا من هذا الفنّ ، لا قولا ولا فعلا . ولم يكن جدّ أعظم من جدّه ، ولا وقار أتمّ من وقاره ، وما هزل قطَّ ، ولا لعب ، ولا فارق الحقّ والنّاموس الدينيّ سرّا ولا جهرا وكيف يكون هازلا ، ومن كلامه المشهور عنه : « ما مزح امرؤ مزحة إلَّا ومجّ معها من عقله مجّة » ولكنّه خلق على سجيّة لطيفة ، وأخلاق سهلة ، ووجه طلق ، وقول حسن ، وبشر ظاهر وذلك من فضائله وخصائصه الَّتي منحه اللَّه بشرفها ، واختصّه بمزيّتها . . . [1] وأنت تجد التّناقض في كلامه ، حيث قال : أصل ذلك كلمة قالها عمر ، ثمّ يقول : لم نجد ، من خلق اللَّه ، عدوّا ولا صديقا ، روى عنه شيئا من هذا الفن . فهل ما قاله عمر فيه عليه السّلام كذب أو صدق وهل هو عدوّ أو صديق . . بلى هي كلمة ، تقال حتّى تصرف الوجوه عنه عليه السّلام ، كما كانت كلمته عند انتشار موت الرّسول صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : أنّه لم يمت ، ومن قال : إنّه قد مات ، ضربته بسيفي ، حتّى جاء أبو بكر فقال : من كان يعبد محمّدا فقد مات . . ثمّ تلا قوله تعالى : « أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ . . . » [2] . [3] كلمة يقولها المصلحيّون السّياسيّون ، يصرفون وجوه النّاس عمّن
[1] شرح النّهج : 6 / 337 . [2] آل عمران : 144 . [3] شرح النّهج : 1 / 178 - 179 .
46
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 46