نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 312
التّأثّم ، والحريجة : التّقوى . وهذه كانت سجيّته عليه السّلام وشيمته ، ملك أهل الشّام الماء عليه والشّريعة بصفّين ، وأرادوا قتله وقتل أهل العراق عطشا فضاربهم على الشّريعة حتّى ملكها عليهم ، وطردهم عنها فقال له أهل العراق : اقتلهم بسيوف العطش ، وامنعهم الماء ، وخذهم قبضا بالأيدي . فقال - عليه السّلام - : إنّ في حدّ السّيف لغنى عن ذلك ، وإنّي لا أستحلّ منعهم الماء . فأفرج لهم عن الماء فوردوه ، ثمّ قاسمهم الشّريعة شطرين بينهم وبينه . وكان الأشتر يستأذنه أن يبيّت معاوية ، فيقول : إنّ رسول الله صلَّى الله عليه - وآله وسلَّم - نهى أن يبيّت المشركون . وتوارث بنوه عليه السّلام هذا الخلق الأبيّ . [1] قد جاءت الكلمة العلويّة التّمثيليّة في زيارة الغدير : « ثمّ لحزمك المشهور ، وبصيرتك في الأمور ، أمّرك في المواطن ، ولم يكن عليك أمير وكم من أمر صدّك عن إمضاء عزمك فيه التّقى ، واتّبع غيرك في مثله الهوى ، فظنّ الجاهلون أنّك عجزت عمّا إليه انتهى ، ضلّ والله الظَّانّ لذلك وما اهتدى ، ولقد أوضحت ما أشكل من ذلك لمن توهّم وأمتري بقولك صلَّى الله عليك : قد يرى الحوّل القلَّب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى ، فيدعها رأي العين ، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدّين » . [2]