نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 567
199 - يقعد عنك أحوج ما تكون إليه كلمة حكميّة من كلمات الإمام الَّتي قالها لابنه الحسن عليهما السّلام : » . . . وإيّاك ومصادقة البخيل فإنّه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه » . [1] قيل : يقابل البخل الجود ، والشّحّ السّخاء . قال بعض الحكماء : السّخاء هيئة للإنسان داعية إلى بذل المقتنيات . حصل معه البذل أو لم يحصل ، وذلك خلق ، ويقابله الشّحّ . وأمّا الجود فهو بذل المقتني ويقابله البخل ، هذا هو الأصل ، وإن كان كلّ واحد منهما قد يستعمل في موضع الآخر . والَّذي يدلّ على صحّة هذا الفرق ، أنّهم جعلوا اسم الفاعل من السّخاء والشّحّ على بناء الأفعال الغريزيّة ، فقالوا سخيّ وشحيح ، فبنوه على ( فعيل ) . كما قالوا : حليم وسفيه وعفيف ، وقالوا : جائد وباخل ، فبنوهما على فاعل كضارب وقاتل . فأمّا قولهم : بخيل فمصروف عن لفظ ( فاعل ) للمبالغة ، كقولهم في راحم رحيم . ويدلّ أيضا على أنّ السّخاء غريزة وخلق ، أنّهم لم يصفوا الباري سبحانه به ، فيقولوا : سخيّ .