responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 568


فأمّا الشّحّ فقد عظم أمره ، وخوّف منه ، ولهذا قال عليه السّلام : « ثلاث مهلكات : شحّ مطاع ، وهوى متّبع ، وإعجاب المرء بنفسه » . [1] فخصّ المطاع تنبيها على أنّ وجود الشّحّ في النّفس فقط ليس ممّا يستحقّ به ذمّ لأنّه ليس من فعله ، وإنّما يذمّ بالانقياد له . قال سبحانه : « وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ » [2] وقال : « وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ » . [3] فأمّا الجود فإنّه محمود على جميع ألسنة العالم ، ولهذا قيل : كفى بالجود مدحا أنّ اسمه مطلقا لا يقع إلَّا في حمد . وكفى بالبخل ذمّا أنّ اسمه مطلقا لا يقع إلَّا في ذمّ . [4] أقول : استعمال ( جائد وباخل ) غير مألوف ، والمألوف هو الجواد والبخيل . فكيف يجعل المألوف فرعا ، وغير المألوف أصلا قوله عليه السّلام : « يقعد عنك أحوج ما تكون إليه » بإمساكه في بذل المال لك وإن كان من أمسّ الخلق إليك من أقربائك .
والبخل خلَّة ممقوتة ، توجب لصاحبها حرمان الجنّة ، والبعد من رحمة الله الواسعة ، وتورده موارد السّخط والهلاك . وقد ضربت به الأمثال ، فقالوا : ( أبخل من صبيّ ، ومن كسع ) . قالوا : هو رجل بلغ من بخله أنّه كوى است كلبه حتّى لا ينبح ، فيدلّ عليه الضّيف . ( بشّر مال الشّحيح بحادث أو وارث ) . [5] وللبحث تتمّة .



[1] السّفينة 2 / 721 في ( هلك ) حديث نبويّ .
[2] الحشر : 9 .
[3] النّساء : 128 .
[4] شرح النّهج : 19 / 316 - 317 .
[5] مجمع الأمثال : 1 / 120 ، حرف الباء .

568

نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 568
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست