نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 565
اشتملت الخطبة على الإخبار بظهور الإمام المهديّ عجلّ الله فرجه الشّريف ، وأهوال ما قبل القيامة ، والدّجّال وفتنته . قال المعتزليّ : إبّان الشّيء بالكسر والتّشديد : وقته وزمانه ، وكنّى عن تلك الأهوال بقوله - عليه السّلام - : « ودنوّ من طلعة ما لا تعرفون » لأنّ تلك الملاحم والأشراط الهائلة غير معهود مثلها ، نحو : دابّة الأرض ، والدّجّال وفتنته ، وما يظهر على يده من المخاريق والأمور الموهمة ، وواقعة السّفيانيّ ، وما يقتل فيها من الخلائق الَّذين لا يحصى عددهم . ثمّ ذكر : أنّ مهديّ آل محمّد صلَّى الله عليه وآله - وسلَّم - وهو الَّذي عنى بقوله : « وإن من أدركها منّا يسري في ظلمات هذه الفتن بسراج منير » ، وهو المهديّ وأتباع الكتاب والسّنّة . [1] والمعتزليّ ممّن ينكر أن يكون المهديّ عليه السّلام موجودا حيّا الآن ، قال : قوله عليه السّلام : « في سترة عن النّاس » هذا الكلام يدلّ على استتار هذا الإنسان المشار إليه ، وليس ذلك بنافع للإماميّة في مذهبهم ، وإن ظنّوا أنّه تصريح بقولهم وذلك لأنّه من الجائز أن يكون هذا الإمام يخلقه الله تعالى في آخر الزّمان ، ويكون مستترا مدّة ، وله دعاة يدعون إليه ، ويقرّرون أمره ، ثمّ يظهر بعد ذلك الاستتار ، ويملك الممالك ، ويقهر الدّول ، ويمهّد الأرض ، كما ورد في قوله : « لا يبصر القائف » : أي هو في استتار شديد لا يدرك القائف : وهو الَّذي يعرف الآثار ، والجمع ( قافة ) ولا يعرف أثره ولو استقصى في الطَّلب وتابع النّظر والتّأمّل . [2]
[1] شرح النّهج : 9 / 128 . [2] شرح النّهج : 9 / 128 - 129 .
565
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 565