نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 564
أقول : لو فتّش حالنا لكان في قصص حمقنا الغنى عن النّظر إلى الحمقى الظَّاهرييّن . أليس حدّ الحمق والجهل من يضع الشّيء في غير مواضعه أو لم نكن نعصي الله عزّ وجلّ ، بدل أن نطيعه فلقد وضعنا الشّيء في غير مواضعه ، وهذا من أفظع الوضع الممقوت غير المحبوب عقلا فنحن حمقى ، علمنا بذلك أم لم نعلم ، سمّينا به أو لم نسمّ 198 - يغبقون كأس الحكمة بعد الصّبوح من خطبة له عليه السّلام ، ويومئ بها إلى الملاحم : « وأخذوا يمينا وشمالا ظعنا في مسالك الغيّ ، وتركا لمذاهب الرّشد ، فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد ، ولا تستبطئوا ما يجيء به الغد فكم من مستعجل بما إن أدركه ودّ أنّه لم يدركه . وما أقرب اليوم من تباشير غد يا قوم هذا إبّان ورود كلّ موعود ، ودنوّ من طلعة ما لا تعرفون . ألا وإنّ من أدركها منّا يسري بسراج منير ، ويحذو فيها على مثال الصّالحين ، ليحلّ فيها ربقا ، ويعتق فيها رقّا ، ويصدع شعبا ، ويشعب صدعا في سترة عن النّاس لا يبصر القائف أثره ولو تابع نظره ثمّ ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النّصل ، تجلى بالتّنزيل أبصارهم ، ويرمى بالتّفسير في مسامعهم ، ويغبقون كأس الحكمة بعد الصّبوح » . [1]