كأنّهم نحتوا بأنواع شتّى من النّحت ، فلكلّ نحت يخصّه ، وأصل باطل ترعرع عليه ، ولا تجد أمورهم إلَّا وهي متشتّة لتشتّت أصولهم ، وطباعهم الكدرة ، ونفوسهم الشّرّيرة ، حتّى جاء رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بدين الإسلام ، والقرآن النّور السّاطع والضّياء اللَّامع ، فأضاء الجزيرة ، بل الدّنيا بربوعها بضياء حقائق النّبوّة الأحمديّة ، والأحكام السّماويّة المهذّبة للطَّبائع والنّفوس الخاضعة للأصنام الحجريّة والأوثان النّحاسيّة ، فهداهم الإسلام إلى التّوحيد ، والدّين الخالص ، وترك الأنداد ، فسادوا العالم كلَّه ببركة دين اللَّه عزّ وجلّ ، والإيمان بالرّسول صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم .والكلام صالح للتّمثّل به للفكر المتشتّت ، والفرقة .6 - أخرج الحقّ من خاصرته في آخر خطبة له عليه السّلام : « وأيم اللَّه لأبقرنّ الباطل ، حتّى أخرج الحقّ من خاصرته » . [1] وآخر أخرى بلفظ : « فلأنقبن الباطل ، حتّى يخرج الحقّ من جنبه » . [2] ونظيره ما ذكره الميدانيّ من المثل السّائر : ( يخرج الحقّ من
[1] النّهج : 7 / 114 ، الخطبة 103 . [2] النّهج : 2 / 185 ، الخطبة 33 .