responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 593


المبغض ، والحب بالعكس ) ، وأقول : ليس هذا من هذا الباب ، فإن عليا عليه السلام لم يسئ إلى أحد من مبغضيه ، ومن قتله علي من آباء مبغضيه وقراباتهم فإنما قتله الحق ، ونفذ فيه علي عليه السلام أمر الله - جل جلاله - وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فهو في قتله لهم محسن مستحق لشكر أولئك الذين أبغضوه ، ولو جاز بغضه على ذلك أو عذرناهم في بغضهم له لذلك لكان لمنافقي قريش وأشباههم عذر في بغضهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لقتله صناديدهم ، ولا قائل بذلك ، كيف لا وربنا سبحانه وتعالى يقول : × فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما [1] × . . .
ثم قال : قال الشيخ ( وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا ) ، وأقول : لم يظهر لي ما أراد الشيخ بهذه العبارة ، لأنه إن أراد أن عليا ظلمهم في دنياهم ، فذلك لم يقله أحد يعتد به لا قبل الشيخ ولا بعده ، وإن أراد أن عليا كحبهم عن الظلم ، وعن اتخاذهم عباد الله خولا ومال الله دولا وعن قلبهم الدين ظهرا لبطن ، عاد الأمر إلى ما ذكرناه آنفا من أن عليا منفذ لأمر الله تعالى وأمر نبيه - عليه وآله أفضل الصلاة و التسليم - فيجب حبه لذلك ، ويكون بغضه بسببه من أقوى علامات النفاق ) . . .
ثم قال : قال الشيخ : ( والخبر في حب علي ، وبغضه ليس على العموم ، فقد أحبه من أفرط فيه . . . ) ، وأقول : هذه القضية لا تخص عليا وحده ، فمن أحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعتقد أنه إله فهو كافر ضال ، مثل الذين زعموا أن المسيح أو عزيزا عليهما السلام إله ، ولا دخول لهذا فيما نحن بصدده ، ومثل هؤلاء جهال غلاة بعض المتصوفة فيما يعتقدونه في بعض المشايخ والدراويش ، ونحن لا نمدح ولا نحب إلا من أحب - كما أمره الله - من أحبه الله تعالى وأمرنا بحبه .
ثم قال : قال الشيخ : ( والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق



[1] - النساء ، 4 : 65 .

593

نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 593
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست