responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 287


فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا و نساءكم وأنفسنا وأنفسكم - الآية ، فقال : أما دعاء الأبناء والنساء فالمعنى فيه ظاهر ، فما دعاء الأنفس ؟ والإنسان لا يصح أن يدعو نفسه كما لا يصح أن يأمر و ينهى نفسه .
فالجواب عن ذلك : أن العلماء أجمعوا والرواة أطبقوا على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم عليه وفد نصارى نجران وفيهم الأسقف ( وهو أبو حارثة بن علقمة ) و السيد والعاقب ، وغيرهم من رؤسائهم ، فدار بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في معنى المسيح عليه السلام ما هو مشروح في كتب التفاسير ( ولا حاجة بنا إلى استقصاء شرحه لأنه خارج عن غرضنا في هذا الكتاب ) . فلما دعاهم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الملاعنة أقعد بين يديه أمير المؤمنين عليا ، ومن ورائه فاطمة ، وعن يمينه الحسن ، وعن يساره الحسين عليهم السلام أجمعين ، ودعاهم ( هو ) صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن يلاعنوه ، فامتنعوا من ذلك خوفا على أنفسهم وإشفاقا من عواقب صدقه وكذبهم .
وكان دعاء الأبناء مصروفا إلى الحسن والحسين عليهما السلام ، ودعاء النساء مصروفا إلى فاطمة عليها السلام ، ودعاء الأنفس مصروفا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، إذ لا أحد في الجماعة يجوز أن يكون ذلك متوجها إليه غيره ، لأن دعاء الإنسان نفسه لا يصح كما لا يصح أن يأمر نفسه ، ولأجل ذلك قال الفقهاء : إن الامر لا يجوز أن يدخل تحت الامر ، لأن من حقه أن يكون فوق المأمور في الرتبة ويستحيل أن يكون فوق نفسه .
ومما يوضح ذلك ما رواه الواقدي في كتاب ( المغازي ) من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أقبل من بدر ومعه أسارى المشركين كان سهيل بن عمرو مقرونا إلى ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما صار من المدينة على أميال انتشط ( اجتذب ) نفسه من القرن ( الحبل ) وهرب . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من وجد سهيل بن عمرو فليقتله ، وافترق القوم في طلبه فوجده النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بينهم منقبعا إلى جذع شجرة ( مستترا في أصل

287

نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست