نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 323
ونكسا ، فلقد خاب السعي ، وتربت الأيدي [1] ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة . ويلكم أتدرون أي كبد لمحمد فريتم [2] ، وأي دم له سفكتم ، وأي كريمة له أصبتم [3] ؟ " لقد جئتم شيئا إدا ، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا [4] " ، ولقد أتيتم بها [5] خرقاء شوهاء طلاع الأرض والسماء [6] . أفعجبتم أن قطرت السماء دما ؟ ! ولعذاب الآخرة أخزى ، فلا يستخفنكم المهل ، فإنه لا يحفزه البدار [7] ، ولا يخاف عليه فوت الثار ، كلا إن ربك لبالمرصاد . قال : ثم سكتت [8] ، فرأيت الناس حيارى ، قد ردوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شيخا قد بكى حتى اخضلت لحيته وهو يقول :
[1] أي ما أصابت خيرا أبدا . [2] الفري : القطع ، قال في البحار : " وفي بعض النسخ والروايات : " فرثتم " بالثاء المثلثة ، قال في النهاية : في حديث أم كلثوم بنت علي ( ع ) لأهل الكوفة : أتدرون أي كبد فرثتم لرسول الله صلى الله عليه وآله ؟ الفرث : تفتيت الكبد بالغم والأذى " . [3] كريمة الرجل : أنفه وكل جارحة شريفة كالأذن واليد . [4] مريم : 89 - 90 . و " إدا " أي منكرا . [5] الضمير في قولها : " أتيتم بها " راجع إلى الفعلة القبيحة ، والقضية الشنيعة التي أتوا بها . [6] الخرقاء : الحمقاء ، أو من الخرق ضد الرفق . والشوهاء : القبيحة . وطلاع الأرض بالكسر : ملؤها . [7] الحفز : الحث والإعجال . [8] في الاحتجاج : أن السجاد ( ع ) قال لها : يا عمة اسكتي ، ففي الباقي من الماضي اعتبار ، وأنت بحمد الله عالمة غير معلمة ، فهمة غير مفهمة ، أن البكاء والحنين لا يردان من قد أباده الدهر ، فسكتت .
323
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 323