نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 267
تتمها ولا تخففها ، فليس من إمام يصلي بقوم يكون في صلاتهم نقصان إلا كان [ إثم ذلك ] عليه ولا ينقص من صلاتهم شئ . وتممها وتحفظ فيها يكن لك مثل أجورهم ولا ينقص ذلك من أجرهم شيئا . ثم أنظر إلى الوضوء فإنه من تمام الصلاة ، وتمضمض ثلاث مرات ، واستنشق ثلاثا ، واغسل وجهك ، ثم يدك اليمنى ، ثم يدك اليسرى ، ثم امسح رأسك ورجليك ، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يصنع ذلك ، واعلم أن الوضوء نصف الإيمان . ثم ارتقب وقت الصلاة فصلها لوقتها ولا تعجل بها قبله لفراغ ، ولا تؤخرها عنه لشغل ، فإن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أوقات الصلاة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتاني جبرئيل عليه السلام فأراني وقت الصلاة [ ، فصلى الظهر ] حين زالت الشمس فكانت على حاجبه الأيمن ، ثم أراني وقت العصر فكان ظل كل شئ مثله ، ثم صلى المغرب حين غربت الشمس ، ثم صلى العشاء الآخرة حين غاب الشفق ، ثم صلى الصبح فغلس بها [1] والنجوم مشتبكة ، فصل لهذه الأوقات ، والزم السنة المعروفة والطريق الواضح [2] . ثم أنظر ركوعك وسجودك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أتم الناس صلاة ، وأخفهم عملا فيها [3] . واعلم أن كل شئ من عملك تبع لصلاتك ، فمن ضيع الصلاة فإنه لغيرها أضيع . أسأل الله الذي يرى ولا يرى وهو بالمنظر الأعلى أن يجعلنا وإياك ممن يحب ويرضى ، حتى يعيننا وإياك على
[1] الغلس : ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح ، وجاء فعله من باب الأفعال والتفعيل . [2] ذلك لأن من لزم الطريق الواضح أمن العثار ، وكانت عاقبة أمره السلامة ، وللذين أحسنوا الحسنى وزيادة . والعاقل من اعتنق التوسط في الأمور والاعتدال في الأحوال ، واحترز عن طرفي الافراط والتفريط في الأقوال والأعمال . فمن مال عن ذلك وترك السنة المعروفة تلعب به الأهواء فتدفعه من سنن الحق إلى الردى وكان عاقبة الذين أساءوا السوأى ، وتحمله على مركب الهوان وتعود أعماله عليه بالخسران . [3] في بعض النسخ " وأحقهم بها " .
267
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 267