responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 266


الجبال كثيبا مهيلا بعد ما كانت صما صلابا ، وينفخ في الصور فيفزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، فكيف من عصى [1] بالسمع والبصر واللسان واليد والرجل والفرج والبطن إن لم يغفر الله له ويرحمه من ذلك اليوم [2] لأنه يقضي ويصير إلى غيره ، إلى نار قعرها بعيد ، وحرها شديد ، وشرابها صديد ، وعذابها جديد ، ومقامعها حديد ، لا يفتر عذابها ، ولا يموت سكانها ، دار ليس فيها رحمة ، ولا يسمع لأهلها دعوة .
واعلموا يا عباد الله أن مع هذا رحمة الله التي لا تعجز عن العباد [3] ، جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين [ خير ] لا يكون معها شر أبدا ، لذاتها لا تمل ، ومجتمعها لا يتفرق ، سكاتها قد جاوروا الرحمن ، وقام بين أيديهم الغلمان ، بصحاف من الذهب فيها الفاكهة والريحان .
ثم اعلم يا محمد بن أبي بكر إني قد وليتك أعظم أجنادي في نفسي : أهل مصر ، فإذا وليتك ما وليتك من أمر الناس فأنت حقيق أن تخاف منه على نفسك ، وأن تحذر منه على دينك ، فإن استطعت أن لا تسخط ربك عز وجل برضا أحد من خلقه فافعل ، فإن في الله عز وجل خلفا من غيره ، وليس في شئ سواه خلف منه . اشتد على الظالم ، وخذ عليه ، ولن لأهل الخير ، وقربهم ، واجعلهم بطانتك وإخوانك .
وانظر إلى صلاتك كيف هي ، فإنك إمام القوم ، [ ينبغي لك ] [4] أن



[1] كذا في النسخ ، والظاهر فيه تصحيف والصواب " فكيف بمن عصى " .
[2] وفي الغارات : " واعلموا عباد الله أن ما بعد ذلك اليوم أشد وأوهى على من لم يغفر الله له من ذلك اليوم " .
[3] في الغارات : " أن مع هذا رحمة الله التي وسعت كل شئ لا تعجز عن العباد " .
[4] ما بين المعقوفين هنا وما يأتي زيادة أضفناها طبقا للغارات لاحتمال سقطها من قلم النساخ جدا .

266

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست