نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 268
شكره وذكره وحسن عبادته وأداء حقه ، وعلى كل شئ اختار لنا في دنيانا وآخرتنا . وأنتم يا أهل مصر فليصدق قولكم فعلكم ، وسركم علانيتكم ، ولا تخالف ألسنتكم قلوبكم ، واعلموا أنه لا يستوي إمام الهدى وإمام الردى ، ووصي النبي عليه السلام وعدوه . إنني لا أخاف عليكم مؤمنا ولا مشركا ، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه ، وأما المشرك فيحجزه الله عنكم بشركه ، لكن أخاف عليكم المنافق ، يقول ما تعرفون ، ويفعل ما تنكرون [1] . يا محمد بن أبي بكر اعلم أن أفضل الفقه الورع في دين الله ، والعمل بطاعته ، وإني أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيتك وعلى أي حال كنت عليه ، الدنيا دار بلاء ، والآخرة دار الجزاء ودار البقاء ، فاعمل لما يبقى ، واعدل عما يفنى ، ولا تنس نصيبك من الدنيا [2] . إني أوصيك بسبع [3] هن جوامع
[1] ذلك لأن المنافق هو العدو الرابض في قلب الأمة ، والأمة لا تعرف من هو لتحذر شره ، ومن أين يأتيها لتقاومه ، وكيف يدب في النفوس دبيبه وكيده لتدفعه ، وهي حيرى مما يصيبها ، وولهى من الشر الذي أصابها ، وهو راصد لا يزال ينتظر الفرصة لتخدير عقول العامة وربما يتخذ الدين شركا يصطاد به فكرتهم ليثبطهم عن نصرة المصلحين ومتابعة العلماء الراسخين ، ويحلل ويحرم ويكفر ويفسق ، ويبيح دماء الأبرار ومن يريد أن ينهض بالأمة من دركات الجهل والغفلة والعبودية إلى مستوى الفضيلة والتنبيه والحرية ، نستجير بالله من شر هذا الداء الوبيل ونسأله أن يعرفنا تلكم الجراثيم الموبوءة المعجبة في الظاهر حتى نسعى لإبادتها ونتمكن من تلخيص الأمة منها . [2] إشارة إلى الآية 77 من سورة القصص التي حكى الله تعالى فيها ما قال قوم قارون له . وفي المعاني بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة . [3] كذا في جميع نسخ الحديث ومن المحتمل أن الصواب " بتسع " فصحف ، كما يظهر من التوضيح .
268
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 268