responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 265


أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوام . والقبر روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار [1] . إن العبد المؤمن إذا دفن قالت الأرض له : مرحبا وأهلا ، قد كنت ممن أحب أن يمشي على ظهري ، فإذا توليتك فستعلم كيف صنعي بك [2] ، فتتسع له مد البصر ، وإن الكافر إذا دفن قالت الأرض له : لا مرحبا ولا أهلا ، قد كنت من أبغض من يمشي على ظهري ، فإذا توليتك فستعلم كيف صنعي بك ، فتضمنه حتى تلتقي أضلاعه .
وإن المعيشة الضنك التي حذر الله منها عدوه عذاب القبر ، أن يسلط الله على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنينا ، فينهشن لحمه ، ويكسرن عظمه ، يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث . لو أن تنينا منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعا أبدا .
اعلموا يا عباد الله إن أنفسكم الضعيفة ، وأجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير [ من العقاب ] تضعف عن هذا ، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم وأنفسكم [3] مما لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه فاعملوا بما أحب الله ، واتركوا ما كره الله .
يا عباد الله إن بعد البعث ما هو أشد من القبر ، يوم يشيب فيه الصغير ، ويسكر فيه الكبير ، ويسقط فيه الجنين ، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت ، يوم عبوس قمطرير ، يوم كان شره مستطيرا . إن فزع ذلك اليوم ليرهب الملائكة الذين لا ذنب لهم ، وترعد منه السبع الشداد ، والجبال الأوتاد ، والأرض المهاد ، وتنشق السماء فهي يومئذ واهية ، وتصير وردة كالدهان [4] ، وتكون



[1] في بعض النسخ : " من حفر النيران " .
[2] في بعض النسخ هنا وفيما يأتي : " صنيعي بك " .
[3] في الغارات : " أن ترحموا أنفسكم وأجسادكم " ، وفي المطبوعة : " أن تنزعوا الأجساد أنفسكم " .
[4] أي حمراء كالوردة ، وكالدهان في الذوبان جمع دهن أو اسم لما يدهن به ، أو كالأديم الأحمر . والكثيب . الرمل المجتمع الكثير ، والمهيل : المنشور بعد اجتماعه .

265

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست