responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 263


وتحاضوا عليه .
واعملوا يا عباد الله إن المتقين حازوا عاجل الخير وآجله ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ، أباحهم الله من الدنيا ما كفاهم وبه أغناهم ، قال الله عز اسمه : " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون [1] " .
سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت ، وأكلوها بأفضل ما أكلت ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون ، وشربوا من طيبات ما يشربون ، ولبسوا من أفضل ما يلبسون ، وسكنوا من أفضل ما يسكنون ، وتزوجوا من أفضل ما يتزوجون ، وركبوا من أفضل ما يركبون ، أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا [2] وهم غدا جيران الله ، يتمنون عليه فيعطيهم ما تمنوه ، ولا يرد لهم دعوة ، ولا ينقص لهم نصيبا من اللذة . فإلى هذا يا عباد الله يشتاق إليه من كان له عقل ، ويعمل له بتقوى الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يا عباد الله إن اتقيتم الله ، وحفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد ، وذكرتموه بأفضل ما ذكر ، وشكرتموه بأفضل ما شكر ، وأخذتم بأفضل الصبر والشكر ، واجتهدتم بأفضل الاجتهاد ، وإن كان غيركم أطول منكم صلاة ، وأكثر منكم صياما ، فأنتم أتقى لله عز وجل منهم ، وأنصح لأولي الأمر [3] .
احذروا يا عباد الله الموت وسكرته ، وأعدوا له عدته فإنه يفجأكم بأمر عظيم : بخير لا يكون معه شر أبدا ، أو بشر لا يكون معه خير أبدا .
فمن أقرب إلى الجنة من عاملها ؟ ومن أقرب من النار من عاملها ؟ إنه ليس



[1] الأعراف : 32 .
[2] في النهج : " أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم " .
[3] في الغارات : " وأنصح لأولياء الأمر من آل محمد وأخشع " .

263

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست