نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 254
مخلوق ، وشهادة كل مخلوق أن له خالقا ليس بمخلوق ، الممتنع من الحدث هو القديم في الأزل . فليس الله عبد من نعت ذاته ، ولا إياه وحد من اكتنهه [1] ، ولا حقيقته أصاب من مثله ، ولا به صدق من نهاه ، ولا صمد صمده من أشار إليه بشئ من الحواس [2] ، ولا إياه عني من شبهه ، ولا له عرف [3] من بعضه ، ولا إياه أراد من توهمه . كل معروف بنفسه مصنوع [4] ، وكل قائم في سواه معلول ، بصنع الله يستدل عليه ، وبالعقول تعتقد معرفته ، وبالفطرة تثبت حجته [5] . خلقه تعالى الخلق حجاب بينه وبينهم [6] ، ومباينته إياهم مفارقته لهم [7] ، وابتداؤه لهم دليل على أن لا ابتداء له لعجز كل مبتدء منهم عن
[1] أي وصفه وشبهه تعالى بشئ من الممكنات . والإكتناه طلب الكنه ، فإن من طلب كنهه تعالى لم يوحده بل شبهه بالممكنات التي يمكن اكتناهها . [2] التنهية جعل الشئ ذا نهاية بحسب الاعتقاد أو الخارج . قوله : " ولا صمد صمده الخ " أي لا قصد نحوه ولم يتوجه إليه بل توجه إلى موجود آخر لأنه أينما تولوا فثم وجه الله ، فليس له جهة خاصة حتى يشار إليه في تلك الجهة . [3] كذا . وفي التوحيد : " ولا له تذلل الخ " . [4] أي كل ما عرف بذاته وتصور ماهيته فهو مصنوع ، وهذا لا ينافي المحكى عن أمير المؤمنين عليه السلام : " يا من دل على ذاته بذاته " ولا قول الصادق عليه السلام : " اعرفوا الله بالله " لأن معنى ذلك أنه ليس في الوجود سبب لمعرفة الله تعالى إلا الله لأن الكل ينتهي إليه ، فالباء هنا للإلصاق والمصاحبة ، أي كل معروف بلصوق ذاته ومائيته ومصاحبتها لذات العارف بحيث أحاط به إدراكا فهو مصنوع ، وهنالك للسببية . [5] أي لولا الفطرة التي فطر الناس عليها لم تنفع دلالة الأدلة وحجية الحجج . [6] الكلام في الحجاب بينه وبين خلقه طويل عريض لا يسعه التعليق ، وفي تضاعيف أحاديث كتاب التوحيد للصدوق ( ره ) مذكور ببيانات مختلفة فليراجع . [7] في التوحيد وأمالي الشيخ : " مفارقته أن يتهم " .
254
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 254