نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 162
عن أبيه قال : لما أخرج عثمان أبا ذر الغفاري رحمه الله من المدينة إلى الشام كان يقوم في كل يوم ، فيعظ الناس ، ويأمرهم بالتمسك بطاعة الله ، ويحذرهم من ارتكاب معاصيه ، ويروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما سمعه منه في فضائل أهل بيته عليه وعليهم السلام ، ويحضهم على التمسك بعترته . فكتب معاوية إلى عثمان : أما بعد فإن أبا ذر يصبح إذا أصبح ، ويمسي إذا أمسى وجماعة من الناس كثيرة عنده فيقول كيت وكيت ، فإن كان لك حاجة في الناس قبلي فأقدم أبا ذر إليك ، فإني أخاف أن يفسد الناس عليك ، والسلام [1] . فكتب إليه عثمان : أما بعد فأشخص إلي أبا ذر حين تنظر في كتابي هذا ، والسلام . فبعث معاوية إلى أبي ذر فدعاه ، وأقرأه كتاب عثمان ، وقال له : النجا [2] الساعة . فخرج أبو ذر إلى راحلته ، فشدها بكورها ، وأنساعها [3] ، فاجتمع إليه الناس فقالوا له : يا أبا ذر رحمك الله أين تريد ؟ قال : أخرجوني إليكم غضبا علي ، وأخرجوني منكم إليهم الآن عبثا بي ، ولا يزال هذا الأمر
[1] قال ابن بطال ( كما في عمدة القاري للعيني 4 : 291 ) : " إنما كتب معاوية يشكو أبا ذر لأنه كان كثير الاعتراض عليه والمنازعة له ، وكان في جيشه ميل إلى أبي ذر فأقدمه عثمان خشية الفتنة لأنه كان رجلا لا يخاف في الله لومة لائم " . هذا والحق أنه لما بنى معاوية الخضراء بدمشق ، فقال له أبو ذر : يا معاوية إن كانت هذه من مال الله فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهو الاسراف . فكتب معاوية ذلك إلى عثمان ، فكتب عثمان إليه : أما بعد ، فاحمل إلي جندبا يعني أبا ذر على أغلظ مركب وأوعره ، فوجه به مع من سار به الليل والنهار وحمله على شارف ليس عليها قتب ، بحيث لما قدم المدينة ليس على فخذيه لحم . [2] النجا بالمد والقصر : مصدر ، ومنصوب على الاغراء أي أسرع . [3] الكور بالضم : الرحل . والإنساع جمع النسع بالكسر وهو سير ينسج عريضا على هيئة أعنة البغال ، تشد به الرحال .
162
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 162