نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 163
فيما أرى شأنهم فيما بيني وبينهم حتى يستريح بر ، أو يستراح من فاجر ، ومضى . وسمع الناس بمخرجه فأتبعوه حتى خرج من دمشق ، فساروا معه حتى انتهى إلى دير مران [1] ، فنزل ، ونزل معه الناس ، فاستقدم فصلى بهم ، ثم قال : أيها الناس إني موصيكم بما ينفعكم ، وتارك الخطب والتشقيق [2] ، احمدوا الله عز وجل ، قالوا الحمد لله ، قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فأجابوه بمثل ما قال ، فقال : أشهد أن البعث حق ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأقر بما جاء من عند الله ، فاشهدوا علي بذلك ، قالوا : نحن على ذلك من الشاهدين . قال : ليبشر من مات منكم على هذه الخصال برحمة الله وكرامته ما لم يكن للمجرمين ظهيرا ، ولا لأعمال الظلمة مصلحا ، ولا لهم معينا . أيها الناس أجمعوا مع صلاتكم وصومكم غضبا لله عز وجل إذا عصي في الأرض ، ولا ترضوا أئمتكم بسخط الله ، وإن أحدثوا [3] ما لا تعرفون فجانبوهم ، وأزروا عليهم وإن عذبتم وحرمتم وسيرتم حتى يرضى الله عز وجل ، فإن الله أعلا وأجل لا ينبغي أن يسخط برضى المخلوقين ، غفر الله لي ولكم ، أستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله . فناداه الناس أن سلم الله عليك ورحمك يا أبا ذر ، يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ألا نردك إن كان هؤلاء القوم أخرجوك ، ألا نمنعك [4] ؟ فقال لهم : ارجعوا رحمكم الله فإني أصبر منكم على البلوى ، وإياكم والفرقة
[1] بضم أوله تثنية مر ، بالقرب من دمشق ، على تل مشرف على مزارع الزعفران ( المراصد ) . [2] شقق الكلام : أخرجه أحسن مخرج . [3] في نسخة : " وإذا أحدثوا " . [4] في نسخة : " إنا لا نردك أن كان هؤلاء القوم أخرجوك ولا نمنعك " .
163
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 163