نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 20
الصبح ، فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال له . قتلته يا أعور . وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين عليه السلام ويحذره الخبر ويحذره من القوم ، وخالفه أمير المؤمنين عليه السلام فدخل المسجد ، فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف ، وأقبل حجر والناس يقولون : قتل أمير المؤمنين ، قتل أمير المؤمنين . وذكر محمد بن عبد الله بن محمد الأزدي قال . إني لأصلي في تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك [1] الشهر من أوله إلى آخره ، إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة ، وخرج علي ابن أبي طالب عليه السلام لصلاة الفجر ، فأقبل ينادي " الصلاة الصلاة " فما أدري أنادى أم رأيت بريق السيوف وسمعت قائلا يقول : لله الحكم - يا علي - لا لك ولا لأصحابك . وسمعت عليا عليه السلام يقول : " لا يفوتنكم الرجل " فإذا علي عليه السلام مضروب ، وقد ضربه شبيب بن بجرة فأخطأه ووقعت ضربته في الطاق ، وهرب القوم نحو أبواب المسجد وتبادر الناس لأخذهم . فأما شبيب بن بجرة فأخذه رجل فصرعه وجلس على صدره ، وأخذ السيف من يده ليقتله به ، فرأى الناس يقصدون نحوه فخشي أن يعجلوا عليه ولا يسمعوا منه ، فوثب عن صدره وخلاه وطرح السيف من يده ، ومضى شبيب هاربا حتى دخل منزله ، ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره ، فقال له : ما هذا ، لعلك قتلت أمير المؤمنين ؟ فأراد أن يقول : لا ، فقال : نعم ، فمضى ابن عمه فاشتمل على سيفه ، ثم دخل عليه فضربه حتى قتله .