نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 19
وسألته معونة ابن ملجم ، فتحمل ذلك لها ، وخرج ابن ملجم فأتى رجلا من أشجع يقال له : شبيب بن بجرة ، فقال : يا شبيب ، هل لك في شرف الدنيا والآخرة ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : تساعدني على قتل علي بن أبي طالب . وكان شبيب على رأي الخوارج ، فقال له : يا ابن ملجم ، هبلتك الهبول ، لقد جئت شيئا إدا ، وكيف تقدر على ذلك ؟ فقال له ابن ملجم . نكمن له في المسجد الأعظم فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به ، وإن نحن قتلناه شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا . فلم يزل به حتى أجابه ، فأقبل معه حتى دخلا المسجد على قطام - وهي معتكفة في المسجد الأعظم ، قد ضربت عليها قبة - فقال لها : قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل ، قالت لهما : فإذا أردتما ذلك فالقياني في هذا الموضع . فانصرفا من عندها فلبثا أياما ، ثم أتياها ومعهما الآخر ليلة الأربعاء لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، فدعت لهم بحرير فعصبت [1] به صدورهم ، وتقلدوا أسيافهم ومضوا وجلسوا [2] مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين عليه السلام إلى الصلاة ، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وواطأهم عليه ، وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه . وكان حجر بن عدي - رحمة الله عليه - في تلك الليلة بائتا في المسجد ، فسمع الأشعث يقول لابن ملجم : النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك
[1] في " م " و " ح " : فعصبوا . [2] في " م " و " ح " وهامش " ش " : فجلسوا .
19
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 19