نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 403
فقال معاوية : أجل إن هؤلاء بعثوا إليك وعصوني ليقروك : أن عثمان قتل مظلوما ، وأن أباك قتله ، فاسمع منهم ، ثم أجبهم بمثل ما يكلمونك ، فلا يمنعك مكاني من جوابهم . فقال الحسن : فسبحان الله البيت بيتك والإذن فيه إليك ! والله لئن أجبتهم إلى ما أرادوا إني لأستحيي لك من الفحش ، وإن كانوا غلبوك على ما تريد ، إني لأستحيي لك من الضعف ، فبأيهما تقر ، ومن أيهما تعتذر ، وأما إني لو علمت بمكانهم واجتماعهم ، لجئت بعدتهم من بني هاشم مع أني مع وحدتي هم أوحش مني من جمعهم ، فإن الله عز وجل لوليي اليوم وفيما بعد اليوم ، فمرهم فليقولوا فأسمع ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فتكلم عمرو بن عثمان بن عفان فقال : ما سمعت كاليوم أن بقي من بني عبد المطلب على وجه الأرض من أحد بعد قتل الخليفة عثمان بن عفان ، وكان ابن أختهم ، والفاضل في الإسلام منزلة ، والخاص برسول الله إثرة ، فبئس كرامة الله حتى سفكوا دمه اعتداء ، وطلبا للفتنة ، وحسدا ، ونفاسة ، وطلب ما ليسوا بأهلين لذلك ، مع سوابقه ومنزلته من الله ، ومن رسوله ، ومن الإسلام ، فيا ذلاه أن يكون حسن وساير بني عبد المطلب قتلة عثمان ، أحياء يمشون على مناكب الأرض وعثمان بدمه مضرج ، مع أن لنا فيكم تسعة عشر دما بقتلي بني أمية ببدر ثم تكلم عمرو بن العاص : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أي ابن أبي تراب بعثنا إليك لنقررك أن أباك سم أبا بكر الصديق ، واشترك في قتل عمر الفاروق وقتل عثمان ذي النورين مظلوما ، وادعى ما ليس له حق ، ووقع فيه ، وذكر الفتنة ، وعيره بشأنها ؟ ثم قال : أنكم يا بني عبد المطلب لم يكن الله ليطيعكم الملك فتركبون فيه ما لا يحل لكم ، ثم أنت يا حسن تحدث نفسك بأنك كائن أمير المؤمنين وليس عندك عقل ذلك ، ولا رأيه ، وكيف وقد سلبته ، وتركت أحمق في قريش ، وذلك لسوء عمل أبيك ، وإنما دعوناك لنسبك وأباك .
403
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 403