نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 402
قالوا : لم يكن في الإسلام يوم في مشاجرة قوم اجتمعوا في محفل ، أكثر ضجيجا ولا أعلى كلاما ولا أشد مبالغة في قول ، من يوم اجتمع فيه عند معاوية بن أبي سفيان عمرو بن عثمان بن عفان ، وعمرو بن العاص ، وعتبة بن أبي سفيان ، والوليد ابن عقبة بن أبي معيط ، والمغيرة بن أبي شعبة ، وقد تواطؤا على أمر واحد . فقال عمرو بن العاص : لمعاوية ألا تبعث إلى الحسن بن علي فتحضره ، فقد أحيى سنة أبيه ، وخفقت النعال خلفه ، أمر فأطيع ، وقال فصدق ، وهذان يرفعان به إلى ما هو أعظم منهما ، فلو بعثت إليه فقصرنا به وبأبيه ، وسببناه وسببنا أباه ، وصغرنا بقدره وقدر أبيه ، وقعدنا لذلك حتى صدق لك فيه ، فقال لهم معاوية : إني أخاف أن يقلدكم قلايد يبقى عليكم عارها ، حتى يدخلكم قبوركم ، والله ما رأيته قط إلا كرهت جنابه ، وهبت عتابه ، وإني إن بعثت إليه لأنصفنه منكم . قال عمرو بن العاص : أتخاف أن يتسامى باطله على حقنا ، ومرضه على صحتنا قال : لا قال : فابعث إذا إليه . فقال عتبة : هذا رأي لا أعرفه ، والله ما تستطيعون أن تلقوه بأكثر ولا أعظم مما في أنفسكم عليه ، ولا يلقاكم بأعظم مما في نفسه عليكم ، وإنه لأهل بيت خصم جدل ، فبعثوا إلى الحسن فلما أتاه الرسول قال له : يدعوك معاوية . قال : ومن عنده ؟ قال الرسول : عنده فلان وفلان ، وسمى كلا منهم باسمه . فقال الحسن عليه السلام : ما لهم خر عليهم السقف من فوقهم ، وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون . ثم قال : يا جارية أبلغيني ثيابي . ثم قال : " اللهم إني أدرأ بك في نحورهم ، وأعوذ بك من شرورهم ، وأستعين بك عليهم ، فاكفنيهم بما شئت ، وأنى شئت ، من حولك وقوتك ، يا أرحم الراحمين " وقال للرسول : هذا كلام الفرج ، فلما أتى معاوية رحب به ، وحياه وصافحه . فقال الحسن عليه السلام : إن الذي حييت به سلامة ، والمصافحة أمن .
402
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 402