نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 394
وإنما أتاك بالحديث : أربعة رجال ليس لهم خامس . رجل منافق : مظهر للإيمان ، متصنع بالإسلام ، لا يتأثم ، ولا يتحرج ، يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدا ، فلو علم الناس : أنه منافق ، كاذب ، لم يقبلوا منه ، ولم يصدقوا قوله ، ولكنهم قالوا : " صاحب رسول الله ، رآه وسمع منه ، ولقف عنه " فيأخذون بقوله ، وقد أخبرك الله تعالى عن المنافقين بما أخبرك ، ووصفهم بما وصفهم به لك ، ثم بقوا بعده صلى الله عليه وآله فتقربوا إلى أئمة الضلالة ، والدعاة إلى النار بالزور والبهتان ، فولوهم الأعمال ، وجعلوهم حكاما على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا ، وإنما الناس مع الملوك والدنيا ، إلا من عصم الله تعالى ، فهذا أحد الأربعة . ورجل : سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا لم يحفظه على وجهه فوهم فيه ، ولم يتعمد كذبا فهو في يديه ، يرويه ، ويعمل به ، ويقول : إنما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلو علم المسلمون أنه وهم فيه ، لم يقبلوه منه ، ولو علم هو أنه كذلك لرفضه . ورجل ثالث : سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا يأمر به ، ثم نهى عنه ، وهو لا يعلم ، أو سمعه نهى عن شئ ثم أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ المنسوخ ، ولم يحفظ الناسخ ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه ، وآخر لم يكذب على الله ، ولا على رسوله ، مبغض للكذب خوفا لله تعالى ، وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يهم به بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به على ما سمعه ، لم يزد فيه ولم ينقص منه ، وحفظ الناسخ فعمل به ، وحفظ المنسوخ وجنب عنه ، وعرف الخاص والعام فوضع كل شئ موضعه ، وعرف المتشابه والمحكم . وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان : فكلام خاص ، وكلام عام ، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله تعالى به ، ولا ما عنى به رسول الله صلى الله عليه وآله فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه ، ولا ما قصد به ، وما خرج من
394
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 394