responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 376


يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " تعريفا للخليقة قربهم ، ألا ترى أنك تقول :
" فلان إلى جنب فلان " إذا أردت أن تصف قربه منه .
وإنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره ، وغير أنبيائه وحججه في أرضه ، لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون ، من : إسقاط أسماء حججه منه ، وتلبيسهم ذلك على الأمة ليعينوهم على باطلهم ، فأثبت به الرموز ، وأعمى قلوبهم وأبصارهم ، لما عليهم في تركها وترك غيرها ، من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه ، وجعل أهل الكتاب المقيمين به ، والعالمين بظاهره وباطنه من :
شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، أي : يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت ، وجعل أعدائها ، أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم ، فأبي الله إلا أن يتم نوره ، ولو علم المنافقون لعنهم الله : ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها ، لأسقطوها مع ما أسقطوا منه ، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بإيجاب الحجة على خلقه ، كما قال الله تعالى ، " فلله الحجة البالغة " أغشى أبصارهم ، وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك ، فتركوه بحاله ، وحجبوا عن تأكيد الملتبس بإبطاله ، فالسعداء ينهون عليه ، والأشقياء يعمون عنه ، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
ثم إن الله جل ذكره لسعة رحمته ، ورأفته بخلقه ، وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كتابه ، قسم كلامه ثلاثة أقسام ، فجعل قسما منه : يعرفه العالم والجاهل وقسما : لا يعرفه إلا من صفى ذهنه ، ولطف حسه ، وصح تميزه ، ممن شرح الله صدره للإسلام ، وقسما : لا يعرفه إلا الله ، وأمناؤه ، والراسخون في العلم ، وإنما فعل الله ذلك لئلا يدعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله من علم الكتاب ما لم يجعل الله لهم ، وليقودهم الاضطرار إلى الايتمار لمن ولاه أمرهم فاستكبروا عن طاعته ، تعزرا [1] وافتراء على الله عز وجل ، واغترارا بكثرة من ظاهرهم ، وعاونهم ، وعاند الله عز وجل ورسوله .



[1] أي : تمنعا وتمردا .

376

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست