responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 360


لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد " وقوله : " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " فإن ذلك في مواطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة ، المراد : يكفر أهل المعاصي بعضهم ببعض ، ويلعن بعضهم بعضا ، والكفر في هذه الآية : " البراءة " يقول : فيبرأ بعضهم من بعض ، ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان : " إني كفرت بما أشركتمون من قبل " وقول إبراهيم خليل الرحمن : " كفرنا بكم " يعني تبرأنا منكم .
ثم يجتمعون في مواطن أخر يبكون فيها ، فلو أن تلك الأصوات فيها بدت لأهل الدنيا لا زالت جميع الخلق عن معايشهم ، وانصدعت قلوبهم إلا ما شاء الله ولا يزالون يبكون حتى يستنفدوا الدموع ، ويفضوا إلى الدماء .
ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه ، فيقولون : " والله ربنا ما كنا مشركين " وهؤلاء خاصة هم : المقرون في دار الدنيا بالتوحيد ، فلا ينفعهم إيمانهم بالله لمخالفتهم رسله ، وشكهم فيما أتوا به عن ربهم ، ونقضهم عهودهم في أوصيائهم واستبدا لهم الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فكذبهم الله فيما انتحلوه من الإيمان بقوله : " انظر كيف كذبوا على أنفسهم " فيختم الله على أفواههم ، ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود ، فتشهد بكل معصية كانت منهم ، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم : لم شهدتم علينا ؟ قالوا : أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ .
ثم يجتمعون في موطن آخر فيفر بعضهم من بعض لهول ما يشاهدونه من صعوبة الأمر ، وعظم البلاء فذلك قوله عز وجل : " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه الآية " .
ثم يجتمعون في موطن آخر يستنطق فيه أولياء الله وأصفياؤه ، فلا يتكلم أحد إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ، فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسالة التي حملوها إلى أممهم ، وتسأل الأمم فتجحد كما قال الله تعالى : " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين " فيقولون : " ما جائنا من بشير ولا نذير " فتشهد

360

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست