نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 332
قد حجبوا من السماوات كلها ، ورموا بالشهب ، دلالة [1] لنبوته صلى الله عليه وآله . قال له اليهودي : فإن عيسى عليه السلام يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ؟ فقال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أعطي ما هو أفضل من ذلك : أبرأ ذا العاهة من عاهته ، بينما هو جالس صلى الله عليه وآله إذ سأل عن رجل من أصحابه فقالوا : يا رسول الله إنه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ الذي لا ريش عليه ، فأتاه صلى الله عليه وآله فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء ، فقال له : قد كنت تدعو في صحتك دعاء ؟ قال : نعم كنت أقول : " يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا " فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ألا قلت : " اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " فقالها الرجل فكأنما نشط من عقال ، وقام صحيحا وخرج معنا ، ولقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام فشكا إليه صلى الله عليه وآله ، فأخذ قدحا من ماء فتفل عليه ، ثم قال : امسح به جسدك ففعل فبرأ حتى لم يوجد عليه شئ ، ولقد أتي النبي بأعرابي أبرص فتفل صلى الله عليه وآله من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا ، ولئن زعمت أن عيسى أبرأ ذا العاهات من عاهاتهم ، فإن محمدا صلى الله عليه وآله بينما هو في أصحابه إذ هو بامرأة فقالت : يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب ، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقمنا معه فلما أتيناه قال له : جانب يا عدو الله ولي الله ، فأنا رسول الله ، فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا ، ولئن زعمت أن عيسى أبرأ العميان ، فإن محمدا قد فعل ما هو أكبر من ذلك : إن قتادة بن ربيع كان رجلا صحيحا ، فلما أن كان يوم أحد أصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته ، [2] فأخذها بيده ثم أتى بها إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إن امرأتي الآن تبغضني ، فأخذها رسول الله من يده ثم وضعها مكانها فلم تكن تعرف إلا بفضل حسنها وفضل ضوئها
[1] في بعض النسخ : " جلالة " . [2] الحدقة : سواد العين الأعظم .
332
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 332