نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 331
الصوم ، والصلاة ، والزكاة ، والحج ، والجهاد ، ونصح المسلمين ، واعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا ، وهذا أفضل مما أعطي سليمان ، فسبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه وآله بعد أن كانت تتمرد ، وتزعم أن لله ولد ، ولقد شمل مبعثه من الجن والإنس ما لا يحصى . قال له اليهودي : هذا يحيى بن زكريا عليه السلام يقال : إنه أوتي الحكم صبيا ، والحلم ، والفهم ، وإنه كان يبكي من غير ذنب ، وكان يواصل الصوم ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أعطي ما هو أفضل من هذا : إن يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية ، ومحمد صلى الله عليه وآله أوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الأوثان ، وحزب الشيطان ، فلم يرغب لهم في صنم قط ، ولم ينشط لأعيادهم ، ولم ير منه كذب قط ، وكان أمينا ، صدوقا ، حليما ، وكان يواصل الصوم الأسبوع والأقل والأكثر فيقال له في ذلك فيقول : إني لست كأحدهم ، إني أظل عند ربي ، فيطعمني ، ويسقيني ، وكان يبكي صلى الله عليه وآله حتى تبتل مصلاه خشية من الله عز وجل من غير جرم . قال له اليهودي فإن هذا عيسى بن مريم يزعمون أنه : تكلم في المهد صبيا ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله سقط من بطن أمه واضعا يده اليسرى على الأرض ، ورافعا يده اليمنى إلى السماء ، يحرك شفتيه بالتوحيد وبدا من فيه نور رأى أهل مكة منه : قصور بصرى من الشام وما يليها ، والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها ، والقصور البيض من اسطخر وما يليها ، ولقد أضائت الدنيا ليلة ولد النبي صلى الله عليه وآله حتى فزعت الجن والإنس والشياطين ، وقالوا حدث في الأرض حدث ، ولقد رأي الملائكة ليلة ولد تصعد ، وتنزل ، وتسبح ، وتقدس ، وتضطرب النجوم وتتساقط ، علامة لميلاده ، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة ، وكان له مقعد في السماء الثالثة ، والشياطين يسترقون السمع ، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع ، فإذا هم
331
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 331