نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 319
يحشر من بطون السباع ، وحواصل الطير ، ولولا أن يكون سنة بعدي لفعلت ذلك . قال له اليهودي : فإن إبراهيم عليه السلام قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر فجعل الله عز وجل عليه النار بردا وسلاما [1] فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل بخيبر سمته الخيبرية فصير الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله ، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف كما أن النار تحرق ، فهذا من قدرته لا تنكره . قال له اليهودي : فإن هذا يعقوب عليه السلام أعظم في الخير نصيبه إذ جعل الأسباط من سلالة صلبه ، ومريم بنت عمران من بناته ؟ قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أعظم في الخير نصيبا إذ جعل فاطمة سيدة نساء العالمين من بناته ، والحسن والحسين من حفدته . قال له اليهودي : فإن يعقوب عليه السلام قد صبر عليه فراق ولده حتى كاد يحرض [2] من الحزن . قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، حزن يعقوب حزنا بعده تلاق ، ومحمد صلى الله عليه وآله قبض ولده إبراهيم عليه السلام قرة عينه في حياته منه ، فخصه بالاختيار ، ليعظم له الادخار فقال صلى الله عليه وآله : يحزن النفس ، ويجزع القلب ، وأنا عليك يا إبراهيم لمحزونون ، ولا نقول ما يسخط الرب ، في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عز وجل ، والاستسلام له في جميع الفعال . قال له اليهودي : فإن هذا يوسف قاسى مرارة الفرقة ، وحبس في السجن توقيا للمعصية ، والقي في الجب وحيدا ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله قاسى مرارة الغربة ، وفراق الأهل والأولاد والمال ، مهاجرا من حرم الله تعالى وأمنه ، فلما رأى الله عز وجل كآبته واستشعاره والحزن ، أراه تبارك اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف في تأويلها
[1] إشارة إلى قوله تعالى : " وقلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وآل إبراهيم " [2] يحرض : يهلك .
319
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 319