نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 320
وأبان للعالمين صدق تحقيقها ، فقال : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إنشاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون [1] " ولئن كان يوسف عليه السلام حبس في السجن ، فلقد حبس رسول الله نفسه في الشعب ثلاث سنين ، وقطع منه أقاربه وذووا الرحم والجأوه إلى أضيق المضيق ، ولقد كادهم الله عز ذكره له كيدا مستبينا ، إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه ، ولئن كان يوسف ألقي في الجب ، فلقد حبس محمد نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ، ومدحه إليه بذلك في كتابه . فقال له اليهودي : فهذا موسى بن عمران آتاه الله عز وجل التوراة التي فيها حكمه ؟ قال له علي عليه السلام : فلقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أعطي ما هو أفضل منه أعطي محمد البقرة وسورة المائدة بالإنجيل ، وطواسين وطه ونصف المفصل والحواميم بالتوراة ، وأعطي نصف المفصل والتسابيح بالزبور ، وأعطي سورة بني إسرائيل وبرائة بصحف إبراهيم وموسى عليهما السلام ، وزاد الله عز وجل محمدا السبع الطوال [2] وفاتحة الكتاب [3] وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وأعطي الكتاب والحكمة . قال له اليهودي : فإن موسى ناجاه الله على طور سيناء ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ولقد أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله عند سدرة المنتهى ، فمقامه في السماء محمود ، وعند منتهى العرش مذكور . قال اليهودي : فلقد ألقى الله على موسى بن عمران محبة منه ؟ قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، وقد أعطي محمد صلى الله عليه وآله ما هو أفضل من هذا ، لقد ألقى الله محبة منه فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من الله به
[1] الفتح - 27 . [2] السبع الطوال من البقرة إلى الأعراف والسابعة سورة يونس ، أو " الأنفال وبراءة " لأنهما سورة واحدة عند بعض . [3] هي سورة الحمد .
320
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 320