responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 318


قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس ، فثلاثة بثلاثة واثنان فضل ، قال الله عز وجل - وهو يصف أمر محمد صلى الله عليه وآله - :
" وجعلنا من بين أيديهم سدا " فهذا الحجاب الأول " ومن خلفهم سدا " فهذا الحجاب الثاني " فأغشيناهم فهم لا يبصرون [1] " فهذا الحجاب الثالث ثم قال : " إذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا [2] " فهذا الحجاب الرابع ثم قال : " فهي إلى الأذقان فهم مقمحون " فهذه حجب خمس .
قال له اليهودي : فإن هذا إبراهيم قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته ؟
قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أتاه مكذب بالبعث بعد الموت وهو : أبي بن خلف الجمعي معه عظم نخر ففركه ثم قال : يا محمد " من يحيي العظام وهي رميم [3] " ؟ فأنطق الله محمدا بمحكم آياته ، وبهته ببرهان نبوته ، فقال :
" يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم [4] " فانصرف مبهوتا .
قال له اليهودي : فهذا إبراهيم جذ أصنام [5] قومه غضبا لله عز وجل ؟
قال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله قد نكس عن الكعبة ثلاثمائة وستين صنما ، ونفاها عن جزيرة العرب ، وأذل من عبدها بالسيف .
قال له اليهودي : فإن إبراهيم قد أضجع ولده وتله للجبين [6] ؟
فقال علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ولقد أعطي إبراهيم بعد الاضطجاع الفداء ، ومحمد أصيب بأفجع منه فجيعة إنه وقف على عمه حمزة أسد الله ، وأسد رسوله وناصر دينه ، وقد فرق بين روحه وجسده ، فلم يبن عليه حرقة ، ولم يفض عليه عبرة ، ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته ليرضي الله عز وجل بصبره ويستسلم لأمره في جميع الفعال ، وقال صلى الله عليه وآله : لولا أن تحزن صفية لتركته حتى



[1] يس - 9 .
[2] الإسراء - 45 .
[3] يس - 78 .
[4] يس - 79 .
[5] جذ أصنامهم : استأصلها إشارة إلى قوله تعالى " فجعلهم جذاذا " أي فتانا مستأصلين
[6] تله : إشارة إلى قوله تعالى : وتله للجبين أي : صرعه وهو كقولهم كبه لوجهه .

318

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست