نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 317
" يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جائكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها [1] " قال له اليهودي : فهذا صالح أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة ؟ قال علي عليه السلام لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أعطي ما هو أفضل من ذلك ، إن ناقة صالح لم تكلم صالحا ، ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة ، ومحمد صلى الله عليه وآله بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دنا ، ثم رغا فأنطقه الله عز وجل فقال : " يا رسول الله فلانا استعملني حتى كبرت ، ويريد نحري ، فأنا أستعيذ بك منه " فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صاحبه فاستوهبه منه ، فوهبه له وخلاه ، ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة له يسوقها ، وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود فنطقت الناقة فقالت : " يا رسول الله إن فلأنا مني برئ ، وإن الشهود يشهدون عليه بالزور ، وإن سارقي فلان اليهودي " . قال له اليهودي : فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت دلالته بعلم الإيمان ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك وأعطي محمدا أفضل منه ، وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمسة عشر سنة ومحمد ابن سبع سنين ، قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجارتهم بين الصفا والمروة ، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ورفعته ، وخبر مبعثه وآياته ، فقالوا : يا غلام ما اسمك ؟ قال : محمد قالوا : ما اسم أبيك ؟ قال : عبد الله قالوا : ما اسم هذه ؟ وأشاروا بأيديهم إلى الأرض قال : الأرض قالوا ، وما اسم هذه ؟ وأشاروا بأيديهم إلى السماء قال : السماء قالوا : فمن ربهما ؟ قال : الله . ثم انتهرهم وقال : أتشككوني في الله عز وجل ؟ ! ويحك يا يهودي لقد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله عز وجل مع كفر قومه إذ هو بينهم : يستقسمون بالأزلام ، ويعبدون الأوثان ، وهو يقول : لا إله إلا الله . قال له اليهودي : فإن إبراهيم عليه السلام حجب عن نمرود بحجب ثلاث ؟