responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 316


فقال : " رب إن ابني من أهلي [1] " فقال الله تعالى : " إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح [2] " أراد جل ذكره أن يسليه بذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله لما غلبت عليه من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة ، ولم تدركه فيهم رقة القرابة ، ولم ينظر إليهم بعين رحمة .
فقال اليهودي : فإن نوحا دعا ربه ، فهطلت السماء بماء منهمر ؟
قال له عليه السلام : لقد كان كذلك ، وكانت دعوته دعوة غضب ، ومحمد صلى الله عليه وآله هطلت له السماء بماء منهمر رحمة ، وذلك أنه صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة فقالوا له : يا رسول الله صلى الله عليه وآله احتبس القطر ، واصفر العود ، وتهافت الورق ، فرفع يده المباركة حتى رأي بياض إبطه ، وما ترى في السماء سحابة ، فما برح حتى سقاهم الله حتى أن الشاب المعجب بشبابه لهمته نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر على ذلك من شدة السيل ، فدام أسبوعا ، فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا : يا رسول الله تهدمت الجدر ، واحتبس الركب والسفر ، فضحك صلى الله عليه وآله وقال : هذه سرعة ملالة ابن آدم ، ثم قال : " اللهم حوالينا ولا علينا اللهم في أصول الشيح ومراتع البقع " [3] فرأي حوالي المدينة المطر يقطر قطرا ، وما يقع بالمدينة قطرة ، لكرامته صلى الله عليه وآله عز وجل .
قال له اليهودي : فإن هذا هود قد انتصر الله من أعدائه بالريح ، فهل فعل لمحمد صلى الله عليه وآله شيئا من هذا ؟
قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عز وجل قد انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق ، إذ أرسل عليهم ريحا تذروا الحصى ، وجنودا لم يروها ، فزاد الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله بثمانية ألف ملك ، وفضله على هود ، بأن ريح عاد ريح سخط ، وريح محمد ريح رحمة ، قال الله تعالى :



[1] هود - 45 .
[2] هود - 46 .
[3] الشيح نبات أنواعه كثيرة ، كله طيب الرائحة . والمراتع جمع مرتع وهو موضع الرتع أي : الخصب والبقع جمع بقعة : القطعة من الأرض .

316

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست