نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 315
عز وجل صلى عليه في جبروته والملائكة بأجمعها ، وتعبد المؤمنين بالصلاة عليه فهذه زيادة له يا يهودي . قال له اليهودي : فإن آدم عليه السلام تاب الله عليه بعد خطيئته ؟ قاله له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب أتى ، قال الله عز وجل : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " [1] إن محمدا غير مواف يوم القيامة بوزر ، ولا مطلوب فيها بذنب . قال اليهودي : فإن هذا إدريس رفعه الله عز وجل مكانا عليا ، وأطعمه من تحف الجنة بعد وفاته ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله أعطي ما هو أفضل من هذا إن الله جل ثناؤه قال فيه : " ورفعنا لك ذكرك " [2] فكفى بهذا من الله رفعة ، ولئن أطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته ، فإن محمدا أطعم في الدنيا في حياته : بينما يتضور جوعا فأتاه جبرئيل عليه السلام بجام من الجنة فيه تحفة ، فهلل الجام وهللت التحفة في يده ، وسبحا ، وكبرا ، وحمدا ، فناولها أهل بيته ، ففعلت الجام مثل ذلك ، فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرئيل عليه السلام وقال له : كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها ، وأنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي ، فأكل منها صلى الله عليه وآله وأكلنا معه ، وإني لأجد حلاوتها ساعتي هذه . قال اليهودي : فهذا نوح عليه السلام صبر في ذات الله تعالى ، وأعذر قومه إذ كذب ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله عز وجل فأعذر قومه إذ كذب ، وشرد ، وحصب بالحصا ، وعلاه أبو لهب بسلا ناقة وشاة ، فأوحي الله تبارك وتعالى إلى جابيل ملك الجبال ، أن شق الجبال وانته إلى أمر محمد فأتاه فقال : إني أمرت لك بالطاعة فإن أمرت أن أطبق عليهم الجبال فأهلكتهم بها ، قال صلى الله عليه وآله : " إنما بعثت رحمة رب أهد أمتي فإنهم لا يعلمون " ويحك يا يهودي إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة ، وأظهر عليهم شفقة