نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 298
أشباحها ، عالما بها قبل ابتدائها ، محيطا بحدودها وانتهائها ، عارفا بقرائنها وأحنائها [1] وقال عليه السلام في خطبة أخرى : [2] أول عبادة الله معرفته ، وأصل معرفته توحيده ، ونظام توحيده نفي الصفات عنه ، جل أن تحله الصفات بشهادة العقول : إن كل من حلته الصفات فهو مصنوع وشهادة العقول : أنه جل جلاله صانع ليس بمصنوع ، بصنع الله يستدل عليه ، وبالعقول يعتقد معرفته ، وبالفكر تثبت حجته ، جعل الخلق دليلا عليه ، فكشف به ربوبيته ، هو الواحد الفرد في أزليته ، لا شريك له في إلهيته ، ولا ند له في ربوبيته ، بمضادته بين الأشياء المتضادة علم أن لا ضد له ، وبمقارنته بين الأمور المقترنة
[1] نشأ الشئ : حدث وتجدد . والابتداء : بمعنى الإنشاء والروية : الفكر والتدبر ، وأجال به : إذا أداره والتجربة : الاختبار . والهمامة : التردد . وأحال الأشياء : صرفها وحولها ولائم : أصلح والغريزة : الطبيعة . والأشباح : الإشخاص والإحاطة : الاستدارة والشمول والأحناء - جمع الحنوة - : الجانب والناحية . ( أنشأ الخلق إنشاءا ) من غير مادة ( وابتدأهم ابتداءا ) من دون مثال سبق ( بلا روية أجالها ) ولا فكر أداره ( ولا تجربة استفادها ) ولا خبرة اكتسبها من قبل ( ولا أحدثها ) كالحركة الحادثة لنا إذا أردنا فعل شئ ما ( ولا همامة نفس اضطرب فيها ) كما تتردد نفوسنا وتضطرب فكل هذه الأمور من لوازم الجسمية تقدست ذاته عنها ( أحال الأشياء ) ونقلها وصرفها حسب مقتضيات الحكمة والمصلحة ( لأوقاتها ) للقضاء والقدر وأصلح و ( لائم بين ) ما كان من عالم الغيب ، كالأرواح المجردة ، وما كان من عالم الشهود كالأجسام المركبة ، وغير ذلك من ( مختلفاتها ) كتوفيقه بين سائر العناصر ( وغرز ) للأشياء ( غرائزها ) ثم خص كل جنس أو نوع بغرائزه الخاصة به ( وألزمها أشباحها ) وأشخاصها ( عالما بها قبل ابتدائها ) كما هو عالم بها بعد إيجادها من غير فرق بين الحالين ( محيطا بحدودها وانتهائها ) شاملا بقدرته وعلمه جميع أطرافها . [2] إرشاد الشيخ المفيد " قده " أبو الحسن الهذلي عن الزهري وعيسى بن زيد عن صالح بن كيسان عن أمير المؤمنين " ع " قال - في الحث على معرفة الله - : أول عبادة الله معرفته . . الخ .
298
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 298