responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 299


علم أن لا قرين له .
وقال عليه السلام في خطبة أخرى :
دليله آياته ، ووجوده إثباته ، ومعرفته توحيده ، وتوحيده تمييزه من خلقه وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة ، إنه رب خالق غير مربوب مخلوق ، كل ما تصور فهو بخلافه .
ثم قال - بعد ذلك - :
ليس بآله من عرف بنفسه هو الدال بالدليل عليه ، والمؤدي بالمعرفة إليه .
وقال عليه السلام في خطبة أخرى : [1] .
لا يشمل بحد ، ولا يحسب بعد ، وإنما تحد الأدوات أنفسها ، وتشير الآلات إلى نظائرها ، منعتها منذ القدمة ، وحمتها قد الأزلية ، وجنبتها لولا التكملة ، بها تجلى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون [2] لا تجري عليه الحركة



[1] تجد هذه الخطبة الجليلة - التي هي حقا من معجزات أمير المؤمنين " ع " ولو لم تكن له معجزة سواها لكفى ، كما لو لم يكن لرسول الله " ص " معجزة سوا أمير المؤمنين " ع " لكفى - في ج 2 ص 142 من نهج البلاغة قال السيد الرضي " قدس سره " " وتجمع هذه الخطبة من أصول العلوم ما لا تجمعه خطبة " وأولها كما هي مثبتة في النهج : ما وحده من كيفه ، ولا حقيقته أصاب من مثله ، ولا إياه عنى من شبهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول فاعل لا باضطراب آلة ، مقدور لا بجول فكرة ، غني لا باستفادة ، لا تصحبه الأوقات ولا ترفده الأدوات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله ، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له ، وبمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له ، ضاد النور بالظلمة ، والوضوح بالبهمة ، والجمود بالبلل والحرور بالصرد ، مؤلف بين متعادياتها ، مقارن بين متبايناتها ، مقرب بين متباعداتها مفرق بين متدانياتها ، لا يشمل بحد . . الخ .
[2] " لا يشمل بحد " من الحدود المنطقية ، المركبة من الجنس والفصل ، وذاته خالية من التركيب أو من الحدود والأبعاد الهندسية التي هي من لوازم الأجسام . وذاته تعالى ليست بجسم . " ولا يحسب بعد " لعدم المماثل له وواجب الوجود لا يتعدد كما هو ثابت في محله كما أن صفاته عين ذاته غير زائدة عليها فلا تدخل تحت العدد ، ولا بداية لوجوده حتى يقال : كان منذ كذا وكذا " وإنما تحد الأدوات أنفسها " لتركبها من جنس وفصل ، ولكونها من الأجسام فتشملها الحدود والأبعاد الهندسية . " وتشير الآلات إلى نظائرها " فتدخل تحت العدد وقد " منعتها - إطلاق لفظة : منذ عليها - القدمة " في قولنا وجدت هذه الآلات والأدوات منذ كذا ، ومتى كان للشئ ابتداء فهو غير قديم . " وحمتها - إطلاق لفظه قد عليها - الأزلية " في قولنا قد وجدت هذه الآلات والأدوات منذ كذا لأن قد تفيد تقريب الزمان الماضي من الحال ، ومتى تعين زمن وجود الشئ انتفت أزليته . ( وجنبتها - إطلاق كلمة : لولا عليها - التكملة ) في قولنا : ما أحسن هذه الآلات والأدوات لولا أن فيها كذا لدلالتها على امتناع كمال الشئ لوجود نقص فيه . ويمكن أن يكون المعنى : أن قدمه وأزليته وكماله منعت من إطلاق لفظة : ( منذ وقد ، ولولا ) على ذاته المقدسة ، لدلالتها على الحدوث والابتداء والنقص . ( بها ) بتلك الآلات والأدوات ببديع صنعها ، بإتقانها ، بحكمة تدبيرها ( تجلى صانعها للعقول ) التي هي طبعا بعض تلك الآلات لدلالة الأثر على المؤثر ( وامتنع ) بدليل تجرده وتنزهه عن المادة والجسمية واللون والجهة التي هي من لوازم المرئيات ( عن نظر العيون ) .

299

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست