responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 297


سكن يستأنس به ، ولا يستوحش لفقده [1] أنشأ الخلق إنشاءا : وابتدأه ابتداءا بلا روية أجالها ، ولا تجربة استفادها ، ولا حركة أحدثها ، ولا همامة نفس اضطرب فيها ، أحال الأشياء لأوقاتها ، ولائم بين مختلفاتها ، وغرز غرائزها ، وألزمها



[1] حدث الشئ : تجدد وجوده . والمزايلة : المفارقة . والسكن بفتحتين - : ما يسكن إليه من أهل ومال . هذه الفقرات كل منها مركبة من قضيتين ، إحداهما موجبة ، والأخرى سالبة ، والفرق بين الفقرتين الأوليتين " كائن لا عن حدث " و " موجود لا عن عدم " إذ يبدو أن معناهما واحد في نفيهما تجدد الوجود ، هو : أن الفقرة الأولى تنفي تجدد الحدوث الزماني يعني أنه كائن منذ الأزل ، والثانية تنفي التجدد الذاتي وتثبت وجوب وجوده " مع كل شئ لا بمقارنة " كما أنه " غير كل شئ " ولكن " لا بمزايلة " ومفارقة ، فالمقارنة والمفارقة من الصفات الجسمانية وذاته المقدسة منزهة عن الجسمانيات فهو مع كل شئ بمعنى أنه عالم بكل شئ محيط به ، شاهد عليه ، غير غائب عنه ، ولكن هذه المعية وتلك الغيرية ليست كما هي بالنسبة لنا من المقارنة والمفارقة التي هي من خصائص الجسمية ولوازمها ، وذاته المجردة لا تشبه شيئا من ذوات الموجودات الممكنة فهو " فاعل " ولكن " لا بمعنى الحركات والآلة " ومن صيق الألفاظ نعبر عن صفاته القدسية بهذه الألفاظ المتعارفة بيننا ، والتي نطلقها عليه كما نطلقها على سائر الممكنات ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، " بصير " منذ الأزل ( إذ لا منظور إليه من خلقه ) ( متوحد ) في سلطانه وملكوته ( إذ لا سكن يستأنس به ) و ( لا ) أنيس ( يستوحش لفقده ) فالوحشة والأنس من لوازم الطبيعة الحيوانية ، وهو منزه عنها .

297

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست