نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 292
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى سالت دموعه ، ثم قال : يا علي الصبر الصبر حتى ينزل الأمر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإن لك من الأجر في كل يوم ما لا يحصيه كاتباك ، فإذا أمكنك الأمر : فالسيف السيف ، القتل القتل ، حتى يفيئوا إلى أمر الله ، وأمر رسوله ، فإنك على الحق ومن ناواك على الباطل ، وكذلك ذريتك من بعدك إلى يوم القيامة . وعن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال : كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد بعد أن صلى الفجر ، ثم نهض ونهضت معه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد أن يتجه إلى موضع أعلمني بذلك ، وكان إذا أبطأ في ذلك الموضع صرت إليه لأعرف خبره ، لأنه لا يتصابر قلبي على فراقه ساعة واحدة فقال لي : أنا متجه إلى بيت عائشة ، فمضى صلى الله عليه وآله ومضيت إلى بيت فاطمة الزهراء عليها السلام فلم أزل مع الحسن والحسين فأنا وهي مسروران بهما ، ثم إني نهضت وسرت إلى باب عائشة ، فطرقت الباب فقالت : من هذا ؟ فقلت لها : أنا علي فقالت : إن النبي راقد ، فانصرفت ، ثم قلت : النبي راقد وعائشة في الدار ، فرجعت وطرقت الباب فقالت لي عائشة : من هذا ؟ فقلت لها : أنا علي فقالت : إن النبي صلى الله عليه وآله على حاجة فانثنيت مستحييا من دق الباب ، ووجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبرا ، فرجعت مسرعا فدققت الباب دقا عنيفا ، فقالت لي عائشة : من هذا ؟ فقلت : أنا علي فسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يا عائشة افتحي له الباب ، ففتحت ودخلت ، فقال لي : أقعد يا أبا الحسن أحدثك بما أنا فيه ، أو تحدثني بإبطائك عني ، فقلت يا رسول الله حدثني فإن حديثك أحسن ، فقال : يا أبا الحسن كنت في أمر كتمته من ألم الجوع ، فلما دخلت بيت عائشة ، وأطلت القعود ليس عندها شئ تأتي به ، فمددت يدي وسألت الله القريب المجيب ، فهبط علي حبيبي جبرئيل عليه السلام ومعه هذا الطير ووضع إصبعه على طائر بين يديه ، فقال : إن الله عز وجل أوحى إلي : أن آخذ هذا الطير وهو أطيب طعام في الجنة فآتيك به يا محمد ، فحمدت الله عز وجل كثيرا ، وعرج جبرئيل فرفعت يدي إلى السماء فقلت : " اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني
292
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 292