نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 293
يأكل معي من هذا الطير " فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب ، فرفعت يدي ثم قلت : " اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني وتحبه وأحبه يأكل معي من هذا الطير " فسمعت طرق الباب وارتفاع صوتك ، فقلت لعائشة : أدخلي عليا فدخلت ، فلم أزل حامدا لله حتى بلغت إلي إذ كنت تحب الله وتحبني ويحبك الله وأحبك ، فكل يا علي ، فلما أكلت أنا والنبي الطائر ، قال لي : يا علي حدثني فقلت : يا رسول الله لم أزل منذ فارقتك أنا وفاطمة والحسن والحسين مسرورين جميعا ، ثم نهضت أريدك فجئت فطرقت الباب فقالت لي عائشة : من هذا ؟ فقلت : أنا علي فقالت : إن النبي راقد ، فانصرفت ، فلما أن صرت إلى بعض الطريق الذي سلكته رجعت . فقلت : النبي صلى الله عليه وآله راقد وعائشة في الدار لا يكون هذا ، فجئت فطرقت الباب فقالت : لي من هذا ؟ فقلت لها : أنا علي فقالت : إن النبي صلى الله عليه وآله على حاجة فانصرفت مستحييا ، فلما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أول مرة ، وجدت في قلبي ما لا أستطيع عليه صبرا وقلت : النبي صلى الله عليه وآله على حاجة وعائشة في الدار ، فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته ، فسمعتك يا رسول الله وأنت تقول لها : ادخلي عليا فقال النبي : صلى الله عليه وآله أبى الله إلا أن يكون الأمر هكذا ، يا حميراء ما حملك على هذا ؟ قالت : يا رسول الله اشتهيت أن يكون أبي يأكل من هذا الطير فقال لها : ما هو بأول ضغن بينك وبين علي ، وقد وقفت لعلي - إن شاء الله - لتقاتلنه . فقالت : يا رسول الله وتكون النساء يقاتلن الرجال ؟ فقال لها : يا عائشة إنك لتقاتلين عليا ، ويصحبك ويدعوك إلى هذا نفر من أهل بيتي وأصحابي ، [1] فيحملونك عليه ، وليكونن في قتالك له أمر يتحدث به الأولون والآخرون ، وعلامة ذلك أنك تركبين الشيطان ، ثم تبتلين قبل أن تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك إليه ، فتنبح عليك كلاب الحوأب ، فتسألين
[1] يريد بأهل بيته المعنى العام لأهل بيت الرجل أي : أقاربه والمقصود هنا هو : الزبير بن العوام ، وليس المقصود من أهل البيت المعنى الخاص المقصور على الخمسة من أصحاب الكساء ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
293
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 293