نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 272
فأجابه معاوية هذا إلى الزارئ [1] على أبيه محمد بن أبي بكر ، سلام على أهل طاعة الله ، أما بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في قدرته وسلطانه مع كلام ألفته ورصفته [2] لرأيك فيه ، وذكرت حق علي وقديم سوابقه وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله ونصرته ومواساته إياه في كل خوف وهول ، وتفضيلك عليا وعيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك ، فالحمد لله الذي صرف ذلك عنك وجعله لغيرك وقد كنا وأبوك معنا في زمن نبينا صلى الله عليه وآله نرى حق علي عليه السلام لازما لنا ، وسبقه مبرزا علينا ، فلما اختار الله لنبيه ما عنده وأتم له ما وعده ، قبضه الله إليه ، وكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه [3] وخالفه على ذلك ، واتفقا ثم دعواه على أنفسهما ، فأبطأ عليهما ، فهما به الهموم ، وأرادا به العظيم ، فبايع وسلم لأمرهما ، لا يشركانه في أمرهما ، ولا يطلعانه على سرهما ، حتى قضى الله من أمرهما ما قضى ، ثم قام بعدهما ثالثهما يهدي بهداهما ، ويسير بسيرتهما ، فعبته أنت وأصحابك حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي حتى بلغتما منه مناكما ، وكان أبوك مهد مهاده فإن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله ، وإن يك جورا فأبوك سنه ، ونحن شركائه وبهداه اقتدينا ، ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا عليا ولسلمنا له ، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك فأخذنا بمثاله ، فعب أباك أو دعه ، والسلام على من تاب وأناب . * * * احتجاجه ( ع ) على الخوارج * لما حملوه على التحكم ثم أنكروا عليه ذلك ونقموا عليه أشياء فأجابهم ( ع ) عن ذلك بالحجة وبين لهم أن الخطأ من قبلهم بل وإليهم يعود .
< فهرس الموضوعات > التعريف بالخوارج لعنهم الله < / فهرس الموضوعات > [1] زرى عليه عمله : عابه عليه . [2] رصف الحجارة : ضم بعضها إلى بعض . [3] ابتز منه الشئ : استلبه قهرا . * قال الشهرستاني - في الملل والنحل - : الخوارج : كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين ، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان ، والأئمة في كل زمان . " قال " اعلم : أن أول من خرج على أمير المؤمنين على ابن أبي طالب ( ع ) جماعة ممن كان معه في حرب صفين ، وأشدهم خروجا عليه ومروقا من الدين ( الأشعث بن قيس ) و ( مسعود بن فدكي التميمي ) و ( زيد بن حصين الطائي ) حين قالوا : ( القوم يدعوننا إلى كتاب الله وأنت تدعونا إلى السيف ) حتى قال : أنا أعلم بما في كتاب الله انفروا إلى بقية الأحزاب انفروا إلى من يقول : كذب الله ورسوله وأنتم تقولون : صدق الله ورسوله قالوا : لترجعن الأشتر عن قتال المسلمين وإلا لنفعلن بك كما فعلنا بعثمان فاضطر إلى رد الأشتر بعد أن هزم الجمع وولوا مدبرين ، وما بقي منهم إلا شرذمة قليلة فيهم حشاشة قوة ، فامتثل الأشتر أمره ، وكان من أمر الحكمين أن الخوارج حملوه على التحكم أولا ، وكان يريد أن يبعث عبد الله بن عباس فما رضي الخوارج بذلك وقالوا : هو منك ، فحملوه على بعث أبي موسى الأشعري - على أن يحكما بكتاب الله تعالى - فجرى الأمر على خلاف ما رضي به فلما لم يرض بذلك خرجت الخوارج عليه وقالوا : لم حكمت الرجال ؟ ولا حكم إلا الله .
272
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 272