نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 256
وإمام أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه ، والله لوددت أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم ، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني واحدا منهم ، والله لوددت أني لم أعرفكم ، ولم تعرفوني ، فإنها معرفة جرت ندما لقد ورثتم صدري غيظا ، وأفسدتم علي أمري بالخذلان والعصيان ، حتى لقد قالت قريش إن عليا رجل شجاع لكن لا علم له بالحروب ، لله درهم هل كان فيهم أحد أطول لها مراسا مني وأشد بها مقاساة [1] لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين ، ثم هاأنا ذا قد ذرفت على الستين ، لكن لا أمر لمن لا يطاع ، أما والله لوددت أن ربي قد أخرجني من بين أظهركم إلى رضوانه ، وإن المنية لترصدني فما يمنع أشقاها أن يخضبها ؟ - وترك يده على رأسه ولحيته - عهدا عهده إلي النبي الأمي وقد خاب من افترى ، ونجا من اتقى وصدق بالحسنى . يا أهل الكوفة قد دعوتكم إلى جهاد هؤلاء ليلا ونهارا ، وسرا وإعلانا ، وقلت لكم اغزوهم فإنه ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا ، فتواكلتم [2] وتخاذلتم وثقل عليكم قولي ، واستصعب عليكم أمري ، واتخذتموه ورائكم ظهريا ، حتى شنت عليكم الغارات ، وظهرت فيكم الفواحش والمنكرات ، تمسيكم وتصبحكم ، كما فعل بأهل المثلات من قبلكم ، حيث أخبر الله عز وجل عن الجبابرة العتاة الطغاة ، المستصعفين الغوات ، في قوله تعالى : " يذبحون أبنائكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم [3] " أما والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لقد حل بكم الذي توعدون . عاتبتكم يا أهل الكوفة بمواعظ القرآن فلم أنتفع بكم ، وأدبتكم بالدرة فلم تستقيموا لي ، وعاقبتكم بالسوط الذي يقام به الحدود فلم ترعووا ، ولقد علمت أن
[1] أي : أطول ممارسة وأشد معالجة . [2] أي أحال كل منكم الأمر إلى صاحبه ووكله إليه ولم يتوله أحد منكم . [3] البقرة : 49 .
256
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 256