responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 257


الذي يصلحكم هو السيف ، وما كنت متحريا صلاحكم بفساد نفسي [1] ولكن سيسلط عليك سلطان صعب ، لا يوقر كبيركم ، ولا يرحم صغيركم ، ولا يكرم عالمكم ، ولا يقسم الفيئ بالسوية بينكم ، وليضربنكم ، وليذلنكم ، وليجرنكم في المغازي ، وليقطعن سبلكم ، وليجمعنكم على بابه ، حتى يأكل قويكم ضعيفكم ثم لا يبعد الله من ظلم ، ولقل ما أدبر شئ فأقبل ، وإني لأظنكم على فترة ، وما علي إلا النصح لكم .
يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث واثنتين [2] صم ذووا أسماع ، وبكم ذووا ألسن ، وعمي ذووا أبصار ، لا إخوان صدق عند اللقاء ، ولا إخوان ثقة عند البلاء .
اللهم إني قد مللتهم وملوني ، وسئمتهم وسئموني [3] اللهم لا ترض عنهم أميرا ولا ترضهم عن أمير ، وأمث قلوبهم كما يماث الملح [4] بالماء أما والله لو أجد بدا [5] من كلامكم ومراسلتكم ما فعلت ، ولقد عاتبتكم في رشدكم حتى لقد سئمت الحياة ، كل ذلك تراجعون بالهزء من القول ، فرارا من الحق ، وإلحادا إلى الباطل الذي لا يعز الله بأهله الدين ، وإني لأعلم أنكم لا تزيدونني غير تخسير ، كلما أمرتكم بجهاد عدوكم اثاقلتم إلى الأرض وسألتموني التأخير ، وفاع ذي الدين المطول ، [6] إن قلت لكم في القيظ سيروا ، قلتم الحر شديد ، وإن قلت لكم في البرد سيروا ، قلتم القر شديد [7] كل ذلك فرارا عن الحرب ، إذا كنتم عن الحر والبرد تعجزون ، فأنتم عن حرارة السيف أعجز ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .



[1] أي متطلبا صلاحكم بفساد ديني .
[2] منيت به : امتحنت واختبرت به .
[3] سئمه : مله .
[4] يماث الملح : يذوب .
[5] لم تجد لك بدا من كذا أي : مخلصا منه .
[6] المطول : الكثير المطل وهو : تأخير أداء الدين بلا عذر .
[7] القر بالضم - البرد .

257

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست