نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 255
واحد [1] بلاء قضاه الله على هذه الأمة لا محالة كائن ، يقتلون أخياركم ، ويستعبدون أرذالكم ، ويستخرجون كنوزكم وذخايركم في جوف حجالكم ، نقمة بما صنعتم من أموركم ، وصلاح أنفسكم ودينكم . يا أهل الكوفة أخبركم بما يكون قبل أن يكون ، لتكونوا منه على حذر ولتنذروا به اتعظ واعتبر ، كأني بكم تقولون : إن عليا يكذب ، كما قالت قريش لنبيها صلى الله عليه وآله وسيدها نبي الرحمة ، " محمد بن عبد الله " فيا ويلكم فعلى من أكذب أعلى الله فأنا أول من عبده ووحده ؟ ! أم على رسوله فأنا أول من آمن به وصدقه ونصره ؟ ! كلا ولكنها لهجة خدعة ! كنتم عنها أغنياء ، والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لتعلمن نبأها بعد حين ، وذلك إذا صيركم إليها جهلكم ، ولا ينفعكم عندها علمكم ، فقبحا لكم يا أشباه الرجال ولا رجال ، حلوم الأطفال ، وعقول ربات الحجال [2] ، أما والله أيها الشاهدة أبدانهم ، الغائبة عنهم عقولهم ، المختلفة أهوائهم [3] ما أعز الله نصر من دعاكم ، ولا استراح قلب من قاساكم [4] ولا قرت عين من آواكم ، كلامكم يوهن الصم الصلاب [5] وفعلكم يطمع فيكم عدوكم المرتاب ، ويحكم أي دار بعد داركم تمتعون ومع أي إمام بعدي تقاتلون المغرور والله من غررتموه ، ومن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب ، أصبحت لا أطمع في نصرتكم ، ولا أصدقكم قولكم ، فرق الله بيني وبينكم ، وأعقبني بكم من هو خيرا لي منكم ، وأعقبكم بي من هو شرا لكم مني ، إمامكم يطيع الله وأنتم تعصونه
[1] هو عمر بن عبد العزيز . [2] الحجال - جمع حجلة - وهي : الغرفة وربات الحجال النساء . [3] الأهواء - جمع هوى - وهو ما تميل إليه النفس محمودا كان أو مذموما ثم غلب في الاستعمال على غير المحمود . [4] قاساكم : قهركم . [5] الصم - جمع أصم - وهو من الحجارة : الصلب المصمت . والصلاب - جمع صليب وهو : الشديد .
255
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 255