نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 117
وأنت أحدهم فقال " أيكم يوازرني ويكون وصيي وخليفتي في أهلي ينجز عدتي ويقضي ديني " فأحجمتم عنها إلا علي ، فقال النبي صلى الله عليه وآله أنت كذلك ؟ فقال العباس : فما أقعدك في مجلسك هذا تقدمته وتأمرت عليه ؟ قال أبو بكر : أعذروني يا بني عبد المطلب . وروى رافع بن أبي رافع الطائي عن أبي بكر وقد صحبه في سفر قال ، قلت له : يا أبا بكر علمني شيئا ينفعني الله به . قال : قد كنت فاعلا ولو لم يسألني لا تشرك بالله شيئا ، وأقم الصلاة ، وآت الزكاة ، وصم شهر رمضان ، وحج البيت واعتمر ، ولا تأمرن على اثنين من المسلمين . قال : قلت له أما ما أمرتني به من الإيمان والصلاة والزكاة والصوم والحج والعمرة فأنا أفعله ، وأما الإمارة فإني رأيت الناس لا يصيبون هذا الشرف وهذا الغنى والعز والمنزلة عند رسول الله إلا بها . قال : إنك استنصحتني فأجهدت نفسي لك . فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله واستخلف أبو بكر جئته وقلت له : يا أبا بكر ألم تنهني أن أتأمر على اثنين ؟ قال بلى . قلت : فما بالك تأمرت على أمة محمد صلى الله عليه وآله قال اختلف الناس وخفت عليهم الضلالة ودعوني فلم أجد من ذلك بدا . وروى أن أبا بكر وعمر بعثا إلى خالد بن الوليد فواعداه وفارقاه على قتل علي عليه السلام وضمن ذلك لهما ، فسمعت ذلك الخبر أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر في خدرها ، فأرسلت خادمة لها ، وقالت ترددي في دار علي وقولي له " الملأ يأتمرون بك ليقتلوك " [1] ففعلت الجارية وسمعها علي عليه السلام ، فقال رحمها الله قولي لمولاتك فمن يقتل الناكثين والمارقين والقاسطين ؟ ووقعت المواعدة لصلاة الفجر إذ كان أخفى ، واختيرت للسدفة [2] والشبهة [ فإنهم كانوا يغسلون [3] بالصلاة حتى لا تعرف المرأة من الرجل ] ولكن الله
[1] القصص : 20 . [2] السدفة : ظلمة فيها ضوء من أول النهار وآخره . [3] الغلس : ظلمة آخر الليل ، يغلسون بالصلاة : يصلون في الغلس
117
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 117