الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) [1] ، إذا لتفرقوا عني ، والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة ، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام . غيرت سنة عمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ! ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ، ما لقيت من هذه الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلال والدعاة إلى النار ! ) [2] . فقد وصف الإمام برامجه العملية بأنه يسير بسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا يعمل بما أتاه الخلفاء ، خاصة بالنسبة إلى مسألة رواية الحديث ، وعمل جاهدا ومتواصلا لمحو ما ابتدعه الخلفاء [3] . ولما رأت قريش نهج الإمام علي ( عليه السلام ) في العمل بأنه مضاد لمصالحها الدنيوية أعلنوا مخالفتهم له ( عليه السلام ) ، وأشعلوا ضده حرب الجمل وصفين اللتين راحت ضحيتهما دماء كثيرة حتى وقع هو أيضا شهيدا وهو في المحراب يصلي ، وكان ذلك بعد أربع سنوات وأشهر من خلافته ( عليه السلام ) . وبعد ذلك استولى معاوية - الذي عرف بعدائه لله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) - بشتى أنواع الحيل والخداع على أريكة الحكم ، وتراه يكشف في حواره مع المغيرة بن شعبة ويبين عن سياسته الأصلية ( فقال له المغيرة : إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين ! فلو أظهرت عدلا
[1] أمر الخليفة عمر أن يطلقوا سراح جميع الأسرى العرب ، وأما أسرى الفرس فمنعهم حتى من دخول المدينة ، ومن بدعه ومخالفته لحكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن منع الإرث لمن يولد من غير العربية أو ولد في بلد غير عربي . راجع الموطأ لمالك بن أنس 2 : 520 باب ( 13 ) ميراث أهل الملل ح 14 . [2] روضة الكافي 8 : 61 - 63 لقد قرأت - أيها القارئ - خطبة الإمام علي ( عليه السلام ) وشاهدت فيها كيف كان الإمام علي ( عليه السلام ) يتأسف على ما أحدثوه وابتدعوه ، فتأمل فيها جيدا . [3] وكان من أعماله ( عليه السلام ) أن نحى القصاصين الذين فتح لهم عمر وعثمان المجال لأن يقصوا خزعبلاتهم على الناس في أيام الجمعة وفي مساجد المسلمين ، وكذا أباح للناس أن يحدثوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد أن منعهم الخلفاء من ذلك ، وهكذا سعى جاهدا في دفن البدع التي أوجدها الخلفاء . راجع كتابنا من تاريخ الحديث ترى فيه الخير الكافي .