responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 18


وبسطت خيرا فإنك قد كبرت ، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه . فقال لي : هيهات هيهات ! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل ، فوالله ما عدا أن هلك ، فهلك ذكره إلا أن يقول قائل : أبو بكر . ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلا أن يقول قائل : عمر ، ثم ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه فعمل ما عمل وعمل به ، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره - وذكر ما فعل به - وأن أخا هاشم يصرخ به في كل يوم خمس مرات أشهد أن محمدا رسول الله فأي عمل يبقى مع هذا ؟ لا أم لك والله إلا دفنا دفنا ) [1] .
وهكذا جمع معاوية جميع قواه لإبادة شخصية النبي وآله ( عليهم السلام ) ومحو سيرته ، فأسس جهازا إعلاميا لوضع الحديث ، واستعمل لهذا الهدف بعض الصحابة نحو : أبا هريرة الذي روى أكثر من خمسة آلاف وثلاثمائة حديث ملفق على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعبد الله بن عمر الراوي لما يزيد على ألفي رواية ، وهكذا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر وأنس بن مالك اللذين حدث كل منهما بأكثر من ألفي وثلاثمائة حديث مفتر على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [2] .
فقد كان هؤلاء وأعوانهم يتسابقون فيما بينهم في وضع الحديث طمعا في رضا الحكام ، فوضعوا أحاديث - لا يعلم عددها إلا الله - ونسبوها إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) حتى أن



[1] مروج الذهب 4 : 41 حوادث سنة 212 نقلناه باختصار . أقول : ورواه ابن أبي الحديد في شرح النهج وفيه : ( إن ابن أبي كبشة ) بدلا عن ( أخا هاشم ) ، حيث كان المشركون ينسبون النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى أبي كبشة ، وهو رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الأوثان ، فلما خالفهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) في عبادة الأوثان أيضا شبهوه به ، وقيل : إنه كان جد النبي ( صلى الله عليه وآله ) من قبل أمه فأرادوا أنه نزع في الشبه إليه . وقال ابن أبي الحديد المعتزلي بعد نقله قصة معاوية وحواره مع المغيرة : وقد طعن كثير من أصحابنا في دين معاوية ، ولم يقتصروا على تفسيقه ، وقالوا عنه أنه كان ملحدا لا يعتقد النبوة ، ونقلوا عنه في فلتات كلامه وسقطات ألفاظه ما يدل على ذلك . راجع النهاية لابن الأثير 4 : 144 وشرح نهج البلاغة 5 : 129 . المعرب .
[2] راجع كتابنا أحاديث أم المؤمنين عائشة : 289 .

18

نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : الشيخ محمد صادق النجمي    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست