إذن فما تعني هذه الأخذة الشديدة بالنسبة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) خاصة من بين الأنبياء ؟ وهل العقل يعتبر هذا الرعب والخوف الذي أوجده جبرئيل ( عليه السلام ) عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مقابل عمل لم يطقه النبي عملا صحيحا ؟ وهل إن جبرئيل ( عليه السلام ) بفعله هذا أراد أن يظهر عضلاته للنبي ؟ وهل كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) فاقدا لتلك القوة التي كانت عند موسى لما لطم عزرائيل فأعماه وفقأ عينه [1] كما قرأته آنفا ؟ . هذا ما نقله الصحيحان في موضوع بدء الوحي ، وهو ك ( شق الصدر ) وقد أثبته المفسرون والمؤرخون والمحدثون في كتبهم في تفسير سورة العلق [2] من دون أن يبدوا أي نقد وتحليل ، حتى تسرب ذلك إلى بعض كتب الشيعة [3] . والوحيد من بين المفسرين الذين ردوا هذا الحديث وانتقدوه نقدا علميا هو العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان [4] . 2 - سهو النبي في الصلاة ثمة أحاديث متواترة أخرجها الشيخان في صحيحيهما تفيد بأن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كان يسهو في صلاته فينقص ركعاتها أو يزيد عليها ، وإنه كان أحيانا يصلي ركعتين بدل أربع ، ولم يلتفت إلى سهوه ، حتى ذكره المأمومون بذلك فتدارك ما أنقصه أو ما أضافه . ولسنا الآن بصدد إثبات مسألة عصمة الأنبياء وهل أنهم يتعرضون للسهو أم لا ؟ ولسنا كذلك بصدد تمحيص هذه الأحاديث التي رويت في موضوع سهو النبي ( صلى الله عليه وآله ) وإثبات ضعفها وركاكتها ، لأن هذا الأمر بحاجة إلى أفراد بحث مستقل وكتاب
[1] راجع ص . 22 . [2] راجع تفاسير العامة ، مثل : تفسير ابن كثير ، الدر المنثور ، الطبري ، الخازن ، محاسن التأويل ، روح المعاني ، والمراغي وغيرهم في تفسير سورة العلق . [3] مثل : تفسير منهج الصادقين للكاشاني . [4] الميزان في تفسير القرآن 20 : تفسير سورة العلق .