لألقيت حبلها على غاربها ( 1 ) ولسقيت آخرها بكأس أولها . ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ( 2 ) ( قالوا ) وقام إليه رجل من أهل السواد عند ( 3 ) بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتابا فأقبل ينظر فيه . قال له ابن عباس رضي الله عنهما . يا أمير المؤمنين لو أطردت خطبتك من حيث أفضيت . فقال هيهات يا ابن عباس تلك شقشقة ( 4 ) هدرت ثم قرت . قال ابن عباس فوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام أن لا يكون أمير المؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد ( قوله كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم وإن أسلس لها تقحم ) يريد أنه إذا شدد عليها في جذب الزمام وهي تنازعه رأسها خرم أنفها وإن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها . يقال أشنق الناقة إذا جذب رأسها