وأنزلوا الأجداث ( 1 ) . فلا يدعون ضيفانا . وجعل لهم من الصفيح أجنان ( 2 ) ، ومن التراب أكفان ( 3 ) ، ومن الرفات جيران ( 4 ) ، فهم جيرة لا يجيبون داعيا ، ولا يمنعون ضيما ، ولا يبالون مندبة . إن جيدوا لم يفرحوا ( 5 ) ، وإن قحطوا لم يقنطوا . جميع وهم آحاد ، وجيرة وهم أبعاد . متدانون لا يتزاورون ( 6 ) ، وقريبون لا يتقاربون . حلماء قد ذهبت أضغانهم ، وجهلاء قد ماتت أحقادهم . لا يخشى فجعهم ( 7 ) ، ولا يرجى دفعهم استبدلوا بظهر الأرض بطنا ، وبالسعة ضيقا ، وبالأهل غربة ، وبالنور ظلمة . فجاءوها كما فارقوها ( 8 ) ، حفاة عراة . قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة والدار الباقية ، كما قال سبحانه " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين "